ما زال طلبة العلم فى المحاظر و رواد الجامعات و الباحثون يكتشفون علماء فى بلاد شنقيط كاد النسيان و عدم التوثيق و الارشفة أن تجعلهم فى طيات النسيان ،
و من بين هؤلاء الفقيه العلامة والقدوة الفهامة , العالم المحقق والحبر المدقق العابد التقي والكريم السخي ، العارف الصوفي والأديب اللغوي الشيخ محمد عبد الرحمن الملقب ( محمد مر ) ، البحث أعده الطالب محمد ولد عبد الله ولد الطالب سيد لنيل شهادة المتريز ،
و هذا نص رسالة التخرج :
قد جرت عادة طلاب المعاهد العليا والجامعات في أعقاب بحوثهم التخرجية على أن يهدوا ثمرات جهودهم إلى من كان له عليهم فضل أو أسدى إليهم يدا، ولا شك أن الوالدين في طليعة أولئك لما لهما من منة عظيمة على الابن، وبناء عليه فإنني أهدي هذا العمل إلى من خاطبني الله تعالى فيهما بقوله:«ووصّينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير» .كما أهديه أيضا إلى أشياخي : عبد الرحمن بن النفاع رحمه الله.ومحمد أحيد بن يعقوب و لمرابط سيدي أحمد بن سيدي بن عبد الدايم حفظهما الله، راجيا من الله قبوله وأن يجعلني وإياهم من اللذين قال الله فيهم : « أولئك الذين يتقبل عنهم أحسن ما عملوا ويتجاوز عن سيئاتهم في أصحاب الجنـة وعد الصدق الذي كانوا يوعدون» .
كلمــة شـكـر: قال الله تعالى : « ربّ أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن اعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحتك في عبادك الصالحين».( )« رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن اعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين».( )
يسعدني وأنا أضع اللمسات الأخيرة على هذا العمل المبارك أن أتقدم بجزيل الشكر والامتنان إلى أستاذي الفاضل لمرابط بن محمد الأمين الذي تفضل بقبول الإشراف علي وظل يحيطني بعنايته وتوجيهاته النيرة كما أشكر أساتذتي بالمعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية، كما أتقدم بجزيل الشكر إلى أسرة العلامـة محمد مر بن الحابوس وأخص بالذكر الأستاذ أبا بكر بن الحابوس وأخاه خطري على ما قاما به من مساعدة لي في هذا البحث ، كما أشكر الأستاذ محمد عبد الرحمن بن احميدي " الدد"على ما بذل لي من الإعانـة.والشكر موصول كذلك إلى كل من ساهم في إنجاز هذا البحث من قريب أومن بعيد.والله لا يضيع أجر من أحسن عملا.
مقدمة
الحمد لله فاطر الأرض والسماوات: القائل: « يرفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ».( )والصلاة والسلام على أفضل المخلوقات.القائل:« من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين»( ).والقائل:<< إن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر>>
أما بعد:فمما لا ريب فيه أن الله فضل العلماء على غيرهم وبالعلم رفعهم وبالحلم زينهم ففضلهم عظيم ونفعهم عميم هم ورثة الأنبياء وخيار الأتقياء قال ابن القيم وهم- أي العلماء- في الأرض بمنزلة النجوم في السماء بهم يهتدي الحيران في الظلماء وحاجـة الناس إليهم أعظم من حاجتهم إلى الطعام والشراب وطاعتهم أفرض عليهم من طاعة الآباء والأمهات بنص الكتاب.( )ومما يدل على عظم منزلة العلماء أن الله تعالى أمر الناس بسؤالهم والرجوع إلى أقوالهم وإن من حق هؤلاء العلماء علينا أن نسجل سيرهم وندون أخبارهم.
إن الحديث عن العلماء والتذكير بفضائلهم ومحاسنهم من الأعمال التي تذكر فتشكر لاسيما وقد قال الإمام أبو حنيفة رحمه الله."الحكايات عن العلماء ومحاسنهم أحب إلي من كثير من الفقه لأنها آداب القوم".وشاهد ذلك قوله تعالى :« وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين».( )
ومن بين هؤلاء العلماء الذين تسعد الأمـة بهم وتشرف بذكرهم العلامـة محمد عبد الرحمن ولد الحابوس ـ رحمه الله ـ وجعلنا وإياه من الذين أنعم الله عليهم من النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
سبب اختيار الموضوع: لقد دأب الباحثون أن يقدموا في بحوثهم أهم الأسباب التي دفعتهم إلى اختيار موضوعاتها وبناء على ذلك فإنني أقول إن هناك أسبابا عديدة دعتني إلى اختيار بحث تحت عنوان " العلامة محمد عبد الرحمن بن الحابوس حياته وآثاره العلمية " ،
ومن بينها:- إعجابي الشديد بهذا العالم الجليل الذي نشأت في محيط يعترف له بالمعرفة الكاملة والفضل والتميز في جميع المجالات العلمية.- إن هذا الشيخ لم يحظ بقدر كاف من الدراسـة يميط النقاب عن شخصيته وحياته ويجمع ما تناثر من آثاره.- رغبتي في المساهمـة في إثراء المكتبات الإسلامية بجديد في حياة هذا الشيخ ليطلع عليه القراء.إلا أنه عندما يكون البحث متعلقا بشخصية متعددة المواهب مثل الشيخ محمد مر بن الحابوس فإن الباحث سيقف حائرا متمثلا بقول الشاعر: تكاثرت الظباء على خداش فما يدري خداش ما يصيد
فيا ترى أي جوانب هذه الشخصية يكون موضوع البحث هل يكون؟ عن العلامـة الفقيه فارس الميدان ؟ أم عن المنفق السخي حاتم الزمان؟ أم عن العابد الرباني التالي للقرآن؟ أم عن الشاعر المفلق قريع الأقران؟
أسئلة ترددت بينها كثيرا عندما أردت أن أقوم بهذا البحث الذي لا يمكن أن يعطي صورة حقيقية عن مكانته في أي مجال من هذه المجالات وأخيرا قررت أن يكون موضوع بحثي ، هو تقديم لمحة عن شخصيته مكتفيا بالحديث عن حياته وإيراد ما أمكنني الحصول عليه من تراثه المعرفي.
الصعوبات والعراقيل: تتمثل الصعوبات التي واجهتني أثناء القيام بهذا العمل في عدة نواح منها: - صعوبة جمع الآثارلقد كلفني جمع الآثار بعض الجهد نظرا لوجودها في عدة أماكن متفرقة وعند أشخاص متعددين ، وقد تجشمت عناء السفر من أجل الحصول على هذا التراث في مظان طلبه عند تلامذة الشيخ وعند معاصريه.- الإحراج الذي تسببه المقابلات مع بعض الأشخاص.- مشاغل الحياة الجمـة المتعددة والمتنوعة.وأعترف بأنني لم أستكمل المطلوب لكن يكفي من دلالة كلمة بحث على طلب ما ليس باليد قال الشاعر:إذا حدثتك النفس أنك قادر على ما حوت أيدي الرجال فكذب
المنهجيـة لقد جاء هذا العمل مرتبا في مقدمـة ، وثلاثة فصول ، وخاتمة :الفصل الأول في التعريف بالشيخ ويتضمن مبحثين :
المبحث الأول : في محيطه
المبحث الثاني : في نسبه ومولده ونشأته الفصل الثاني: في حياته ويتضمن أربعة مباحث
المبحث الأول : ويتضمن ثلاثة محاور: أ- طلبـه للعلم ب- شيوخـه ج- تلامذته
المبحث الثاني : في مكانته العلمية وثناء العلماء عليه
المبحث الثالث : في سيرته وأخلاقه.
المبحث الرابع : في حياته الاجتماعية ، وحياته الخاصة
الفصل الثالث: ويتضمن ثلاثة مباحث
المبحث الأول: في تآليفه وفتاويه
المبحث الثاني في أشعاره المبحث الثالث : في مراثيه
وإنني أتمثل بقول خليل" وأعتذر لذوي الألباب من التقصير الواقع في هذا الكتاب وأسأل بلسان التضرع والخشوع وخطاب التذلل والخضوع أن ينظر بعين الرضى والصواب فما كان من نقص كملوه ومن خطإ أصلحوه فقلما يخلص مصنف من الهفوات أو ينجو مؤلف من العثرات.وبقول الحسن بن زين في احمراره على لامية الأفعال لإبن مالك :وإنني أبتغي ممن رأى خللا فيما انتدبت له أن يصلح الخللا
إذا تيقنه جنبا وإن على رب البرية لي لا غير متكلا
والله ولي التوفيق الفصل الأول : في التعريف بالشيخ
ويتضمن مبحثين :
المبحث الأول في محيطه : المحيط الثقافي : إن المحيط الثقافي الذي نشأ فيه العلامة محمد عبد الرحمن بن الحابوس هو ذلك المحيط الذي أرسته دولة المرابطين التي تأسست في أعماق الصحراء على يد المعلم الأول عبد الله بن ياسين الذي جاء به إلى هذه البلاد القائد المحنك الصنهاجي يحي بن إبراهيم الكدالي، حيث أسس عبد الله بن ياسين رباطا لنشر تعاليم الدين الإسلامي في أعماق الصحراء على بعد ستين ميلا شمال انواكشوط بمكان يسمى تيدره على شاطئ المحيط الأطلسي سنة 431هـ 1039م وكان هذا الرباط أول محظرة يتحدث عنها التاريخ الثقافي في ربوع هذه البلاد التي شهدت توسعا في خريطة المحاظر في عهد المؤسس الثاني لدولة المرابطين أبي بكر بن عامر بعد عودته من فاس صحبة الفقهاء المعلمين الذين تولوا مهمة نشر العلم في حين تفرغ هو لتنظيم الجهاد والفتوحات في الجنوب.وهكذا أخذت دولة المرابطين طريقها إلى الظهور واستطاع زعماء المرابطين بقيادة عبد الله بن ياسين أن يشيدوا في اقل من قرن من الزمان دولة إسلامية وحضارية جاعلين من سكان هذه الصحراء أمـة تحمل الإسلام عقيدة ودعوة ومنهاجا.
( )انتشار المحاظر :لم تتوقف القافلة التعليمية والدعوية بعد العهد المرابطي بل إن التعليم المحظري لقي انتشارا واسعا في هذه البلاد بجهود العلماء الذين قاموا بتأسيس المحاظر ونشر العلم في البوادي والحواضر التي ظلت مركز إشعاع ثقافي بلغ أوجه فيما بعد تحت ظل الخيمة الموريتانية المتنقلة وعلى ظهور العيس كما أشار إلى ذلك العلامــة المختار بن بونه بقوله:( )
ونحن ركب من الأشراف منتظم أجل ذا العصر قدرا دون أدنانا
قد اتخذنا ظهور العيس مدرسة بها نبين دين الله تبيانا
وقد استطاعت المحظرة وهي تحمل رسالة الإسلام ولغته أن تحول البداة الجفاة من الأعراب الأميين إلى علماء وشعراء هذب العلم طباعهم ومشاعرهم ونخل صدورهم وصقل قلوبهم فتاهت بهم البادية على الحاضرة وفي كل منهما أدب وعلم وأخلاق.( ) ، وعلى الرغم من ضياع أغلب تاريخ هذا البلد وخاصة ما يتعلق بعطائه الثقافي إلا أن الباحثين معترفون بأهمية المحاظر كظاهرة متميزة لم يعرف لها نظير في تاريخ البلاد.وقد عرفت هذه المحاظر ازدهارا عظيما ظل شرفا للشناقطة في حلهم وترحالهم كان من تجلياته ظهور الكثير من العلماء والشعراء والقراء الذين عجت المكتبات بعطائهم المعرفي داخل البلاد وخارجها.
المحيط السياسي : بعد وصول قبائل بني حسان إلى هذه البلاد في النصف الثاني من القرن الخامس عشر الميلادي السابع الهجري، وبعد أن حكمت سيطرتها على المنطقة شهدت البلاد تحولات سياسية وعسكرية على المستويين الداخلي والخارجي كما حدثت اضطرابات وحروب متعددة وتنافس قبلي وجهوي أدى في النهاية إلى توزيع البلاد إلى إمارات تتحكم فيها قبائل ويديرها أمير من السلالة الحاكمة لكل منها نفوذ قوي في المنطقة التي يسيطر عليها موزعة على النحو التالي:
- إمارة أهل اسويد أحمد في تكانت ولعصابة في القرن 18 ميلادي ومن أشهر أمرائها الأمير بكار ولد اسويد أحمد وهي من أصل صنهاجي.
- إمارة أولاد امبارك في منطقة الحوض ولعصابة ،وقد ظهرت في القرن السادس عشر الميلادي واستمرت قرنين من الزمن.ومن أهم أمرائهم هنون ولد بسيف
-إمارة اترارزة : وقد تأسست سنة 1040هـ على يد مؤسسها الأول أحمد بن دامان بن عزوز بن مسعود بن موسى بن تروز المتوفى سنة 1045هـ وهو جد قبيلة أولاد أحمد بن دامان .وقد تأسست هذه الإمارة في الزاوية الغربية من البلاد المعروفة بالقبلة. وهي مطلة على المحيط الأطلسي ونهر السينغال مما جعلها تتصل بالأروبيين في مجال التجارة وحماية القوافل.
- إمارة آدرار : وقد ظهرت في القرن الثامن عشر الميلادي في الشمال بين واحات النخيل بزعامة أولاد يحيى بن عثمان ومن أشهر أمرائها أحمد بن امحمد ( ).وقد نافست هذه القبائل السكان الأصليين على الزعامة مما نشأت عنه اصطدامات كالتي وقعت في حرب شر بب التي انتصر فيه المغافرة على الزوايا في منطقة الكبلة وكان من جراء ذالك تخلي الزوايا عن السلاح مولين وجوههم نحو العلم والتعلم. في حين تولت القبائل الحسانية الجانب السياسي والعسكري. غير أن الحرب لم تضع أوزارها وزاد من حدتها تنافس الأمراء على السلطة مما أضعف نفوذهم فانتشرت الحروب وعمت الفوضى في هذه البلاد التي سماها البعض في هذه الفترة بالبلاد السائبة الأمر الذي أدى ببعض العلماء( ) إلى ارتكاب أخف الضررين بقبول تدخل المستعمر في توفير الأمن . ( )
المحيط الاجتماعي :لقد انقسم المجتمع الموريتاني منذ عهد المرابطين كما أشار إلى ذلك الإمام الحضرمي في كتابه المعروف بكتاب "السياسة والإشارة في تدبير الإمارة " ، إلى عدة شرائح تبعا للتخصصات التي تتطلبها الدولة واستقر هذا التقسيم حتى بعد دخول القبائل الحسانية وسيطرتها على العديد من مناطق البلاد ، وقد لخص بعض الباحثين هذه الشرائح في ثلاث فئات اجتماعية هي :- فئة حملة السلاح بمن فيهم بنو حسان الذين تفرغوا للهم السياسي والعسكري وغيرهم من الصنهاجيين الذين احتفظوا بنفس المهمة كما هو حال إمارة إدوعيش وأهل لمحيميد.- فئة الزوايا : وتهتم بنشر العلم وحفظ الثقافة كما تتولى القيام بالنشاطات الإقتصادية - فئات أخرى : المغنون المطربون , الصناع التقليديون , الحراطين , الرعاة , اللحمة وتقوم هذه الفئات بمختلف الحرف والخدمات بالانضواء تحت الفئتين السابقتين ( الزوايا وبني حسان )( )وفي المثل الشعبي * العيش الاّ تحت اركاب واللّ تحت لكتاب*في هذه البيئة الثقافية والاجتماعية والسياسية ظلت المحظرة محافظة على طابعها المتميز بإنتاجها للشخصيات العلمية والأدبية المتميزة التي سجل التاريخ أسماءها بأحرف من ذهب ومن بين هؤلاء الشخصيات العلمية العلامة الشيخ محمد عبد الرحمن بن الحابوس الملقب ( محمد مر ) فماذا عن نسبه ومولده ونشأته .هذا ما نتحدث عنه في المبحث الموالي.
ملحوظة : جل اعتمادي في هذا البحث إنما هو على شيخي لمرابط سيد أحمد بن سيدي بن عبد الدائم -أطال الله عمره- تلميذ الشيخ الذي هو أدرى بحاله من غيره لأنه رافقه في حله وترحاله وهو أيضا أدرى بنسب القبيلة وأعيانها لأنه هو شيخ القبيلة ، وهو الآن يدرس في محظرته ـ بمدينة الغائرة ـ التي تأسست سنة 1980 والتي تصدر منها الجم الكثير من الطلاب وكان باستطاعته أن يكفيني من الانتقال إلى غيره إلا أن البحث لابد له من المقابلات مع أهل الشخص وتلامذته ومعاصريه لأنه قد يوجد عند شخص ما لا يوجد عند غيره إذ قد يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر.
المبحث الثاني : في نسبه ومولده ونشأته :هو الفقيه العلامة والقدوة الفهامة , العالم المحقق والحبر المدقق العابد التقي والكريم السخي ، العارف الصوفي والأديب اللغوي الشيخ محمد عبد الرحمن ، ـ الملقب ( محمد مر ) - بميم مفتوحة فتحا مشموما كسرا بعدها راء مرققة ساكنة مشدد ة - لقبته به جدته لأبيه : أمين بنت اعل بن أحمد وكانت تداعبه بذالك ـ بن الناجي ابن محمد عبد الرحمن بن سيد ألمين بن محمد بن المختار الملقب ( الحابوس ) بن الطالب أحمد بن أبابك بن الطالب الخليل بن اعل : الجد الجامع للقبيلة أولاد اعل الزينبيين وأمه عيشة بنت السالم ولد الحابوس بنت عمه .
وسبب اشتقاق الحابوس للمختار أنه كان يقرأ على العلامة المختار ابن بون وكان ممن جمع معه الطرة و الاحمرار على الألفية ، وعندما رجع إلى أخواله أهل محمود ابن لحبيب من أولاد الحاج قالوا له هل قرأت فن كذا فيقول لهم ( اللّ حابوس ) وهل قرأت فن كذا فيقول ( اللّ حابوس ) فلقب بالحابوس حينئذ.
والزينبيون نسبة إلى السيدة زينب بنت علي كرم الله وجهه شقيقة الحسن والحسين رضي الله عنهم
وهذا النسب هو المتواتر عند القبيلة كما هو معروف عند علمائهم ودونوه في كتبهم وفي أشعارهم .من ذلك قول الشيخ ... ( أعني محمد مر)
لنا الفخر إذ كانت قريش عشيرنا
على كل حي في الذي قبلنا يروى
وإن عنّ إشكال وبذّت عويصة
تجد عندنا عن كل مشكلة فتوى
وقد ذكر صاحب عمود النسب العلامة: أحمد البدوي( ) أن الزينبيين من ذرية عبد الله ابن جعفر الطيار حيث يقول ..من الجعافر الزيانب بنو
بنت علي زينب تفننوا
من ابنها ابن القرم عبد الله ذي الجود عدنان به تباهي
مولده ونشأته ولد العلامة :( محمد مر) رحمه الله نحو 1913م في مقاطعة المجرية بولاية تكانت التي تعد من إحدى الولايات الثلاث عشرة في البلاد ؛ حيث كانت القبيلة تقطن هناك في ذلك المكان وكانوا أهل تنمية حيوانية ينتجعون المرعى.وحيث ما نزل المطر بأرض ظعنوا إليها ثم يرجعون إلى وطنهم الأصلي وربما وصلوا إلى منطقة آفطوط بولاية لبراكنه من الناحية الشرقية ، واستقر بهم المقام هناك أيضا.
وقد نشأ رحمه الله في بيت علم وفي أسرة معروفة بالعلم والفضل والأدب.ومن هذه الأسرة ، الفقيه والأديب محمد أحمد بن الحابوس( ) الملقب ( الزمَّال ) صاحب الأنظام الكثيرة التي من بينها نظمه لأهل الغنم وما ينبغي أن يفعل لها وعلاجها ؛ حيث يقول في بدايته..يقول راجيا رضى القدوس
عبيد ربه بن الحابوس المنتمي للعنصر الفخاري علي وذي فخري على الأقطار لي نسب أكرم به من نسب المالكي مذهبا والزينبي
ومن يقل بعكس ذا يا صاحي فإنه أكذب من سجاح
إلى أن يقول ...وبعد إني قد أردت نظما لأهل الاغنام جميعا حتما
إلى أن يقول ....واطلص من السلحان تيسا أشهبا هذا الذي حكى حنان مذهبا وقيل أرقط وقيل أحمر وقيل بوصداقة هو الأشهر
وقد حاز العلامة ( محمد مر) ميدان السبق بين أقرانه في الذكاء والحفظ والفهم وسرعة البداهة ، نشأت هذه الخصال فيه عند بزوغه واشتهر بها في طفولته.
وليست هذه الخصال الحميدة والمميزات النادرة بالغريبة في حقه ولا بالبعيدة عليه بل نالها إرثا عن الأب والجد وارتضعها من ثدي أمه في المهد
..وهل ينبت الخطي إلا وشيجه وتغرس إلا في منابتها النخل
وقد حفظ القرآن على أبيه الناج ولد الحابوس قبل بلوغه ( ).
الفصل الثاني : في حياته ويتضمن أربعة مباحث المبحث الأول ويتضمن ثلاثة محاور
أ- طلبه للعلم : وعندما ناهز الحلم علت به همته ، وعزفت عن الدنيا نيته ، فذهب يبحث عن مشاهير العلماء وأجلائهم ليرتوي من معين علمهم ، وكانت محظرة أهل ابات آنذاك أكبر المحاظر وأشهرها ، فالتحق بها وبدأ دراسته فيها فلازم شيخها علامة زمانه محمد بن أحمد ابن أبات ولازم العلامة أحمد ابن الداد سيبويه زمانه ، ثم لما توفي كل من الشيخين قرأ على كل من الشيخ محمد احمد بن الطلب ، والشيخ سيدنا ولد الإمام ،
وكان من بين الطلاب الذين قرؤوا معه على الشيخ محمد ابن احمد ابن ابات ، العلامة الحاج ابن فحف ، فكان معاصرا له وزميلا له في المحظرة. ولما تضلع من العلم رجع إلى أهله ، وأنشأ محظرته التي تولى بنفسه التدريس فيها ، فوفد إليه الطلاب من كل حدب وصوب، حتى التف حوله جمع من طلاب العلم هيأتهم إلى ذلك دوافع الإعجاب بما أعطي من عبقرية نادرة ومكانة في العلم واسعة طامعين في الارتواء من معين علمه الغزير فجلس للتدريس في محظرته التي أسسها ، وكان تدريسه من أحسن التدريس ويقوم على مبدإ التيسير والتسهيل وتقريب المعنى بتقديم الأمثلة التي يألفها المتلقي مهما كانت درجة فهمه ، ويخاطب كل متعلم حسب فهمه .( )
ب- شيوخه : لقد كان للشيخ شيوخ في العلم وشيوخ في الطريقة الصوفية .أما شيوخه في العلم فهم : العلامة: محمد ابن احمد ابن ابات( ) علامة زمانه السخي المنفق في السبيل العلامة: أحمد بن الداد سيبويه زمانه( ). العلامة: محمد محمود ابن أحمد ابن ابات( ) قاضي أهل ابات بعد محمد ابن أحمد العلامة : محمد احمد ابن الطلبه المتبحر في جميع العلوم ( ).العلامة : سيد محمد ابن الإمام الملقب ( سيدينا) ( ) الذي كان غاية في الورع. وهؤلاء الأشياخ كلهم من أسرة أهل ابات ، وهي أسرة مشهورة بالعلم في منطقة تكانت ، فقد تصدر عليهم كثير من العلماء والفقهاء .أما شيوخه في الطريقة الصوفية فهم :الشيخ أحمد ابن آدبه الكنتي( ) وقد أخذ عنه ورد الطريقة القادرية وقد مدحه بقصيدة يقول فيها ..مغانينا اللواتي بهن طابا لنا الملهى إذن أمست يبابالكن هذا الشيخ لم يلبث أن تركه بسب خلاف بينهما حول حقيقة المعية الواردة في قوله تعالى: ( وهو معكم ... الآية)( ) ثم بعد هذا الشيخ اتصل بالشيخ الشهير و العالم الكبير الشيخ أحمد أبي المعالي ( ) وأخذ عنه ورد القادرية وأجازه في الطريقة وحينها أصبح الشيخ مقدما في الطريقة ذا أتباع ومريدين وقد أقام معه فترة من الزمن يدرس العلم وقد مدحه بقصائد كثيرة توجد في ديوان الشيخ.
ج - تلامذته: لقد تتلمذ على الشيخ خلق كثير، وفي ما يلي نذكر ما اشتهر من تلامذته:لمرابط سيد أحمد ولد سيدي ولد عبد الدائم عبد الله بن اختير ( اليعقوبي )محمد المختار بن بيب محمد فال بن الشيخ المصطفى أحمد محمود بن محمد فال سيدي بن منين محمد الأمين ولد عبد الفتاحمحمد يسلم ولد عبد الوهاب ( أولاد طالب)محمد بن سيد أحمد إسلم ولد أحمد جدو
دحمان بن النفاع محفوظ بن سيدي عثمان محمدو الناجي ولد الحابوس محمد محفوظ بن حرمه
محمد محمود ولد ختار الناجي ولد ختار
محمد حرمه ولد الحابوس أحمدو ولد اتلاميد ( الجكني)محمد محمود ولد الحابوس
محمد يحي بن بيب محمد محفوظ بن بيب
ابنه محمد يحي ولد محمد مرمحمد محمود ولد همر ا
لدين ولد أعل طالب الداه ولد بشرن التقي ولد الطالب ولد أعمر
دداي ولد ألمين اطفيل أحمد محمود ولد أعمر
الاسياد ولد أعمر
الدهاني ولد حرمه أحمد ولد محمد اباتيب ولد أحمد مولود ( اديلب الصيام )محمد عبد الرحمن ولد سيدي الملقب ( احمان)
محمد محمود ولد ودادي ( كنت)محمد ولد عبد الله ( كنت )
ومن النساء:زوجته فاطمة بنت ختارمريم بنت اختير مريم بنت منينآمنة بنت منينآمنة بنت محموذا
المبحث الثاني : مكانته العلمية وثناء العلماء عليه :
إن العلامة الشيخ محمد مر كانت له مكانة علمية مكينة لا تستطيع هذه السطور أن تحوم حول حماها ولذلك فسنكتفي ببعض الإشارات والإيحاءات التي تدل على هذه المكانة ، فمن ذلك درايته الواسعة بمجمل النصوص الشرعية التي تعتبر معرفتها أساس كل مكانة علمية ، فهو متخصص في هذه النصوص الشرعية تخصصا عاليا حفظا وفهما ورواية ودراية.ومن ذلك تزكية العلماء له ،
ومن بين هؤلاء العلماء إمام عصره وفريد دهره العلامة بداه ولد البوصيري وذلك عندما قرظ الشيخ كتاب الإمام بداه المسى أسنى المسالك في أن من عمل بالراجح ما خرج عن مذهب مالك.
كتب الإمام بداه هذه العبارة: وقرظه العالم السَّني السُّني " محمد مر بن الحابوس" من قبيلة أولاد اعل بما نصـه:
: أبدت قريحة هذا العالم الفهم جواهرا من للآلي الحكم والحكم
العالم العلم البدر الذي كشفت أنوار ما ساقه الديجور من ظلم
من ذا الذي نظم العقد النفيس لنا بداه قواه بالأنقال فاعتصم
هذا الكتاب إذا سماه جامعه أسنى المسالك مثل الاسم لم يلم
قد غاص جامعه في بحر معرفة فاستخرج اللؤلؤ المصطان من قدم
سلمت تأليفه أسني المسالك إذ أبداه من بحر علم كان ملتطم
من كان في العلم ذا باع يسلمه وما سكوت أخي جهل بمنتقم
ما ضره أنه قل الوقوف على جل الذي ساق في المقصود من كلم
والعيب إنكار ما جاء الكتاب به أو سنة صححت عن أفضل الأمم
صلى عليه الذي أبقى شريعته حفاظها كل جلد غير متهم ( )
وكذلك أيضا شهد له بالعلم شيخه الشيخ أحمد أبو المعالي الذي كلفه بمهمة تدريس العلم بجواره فترة من الزمن.وكذلك العلامـة الحاج بن فحف فقد شهد له بالعلم والفضل.
ما قيل فيه من الشعر: وقد مدح العلامة ( الشيخ محمد مر)الفقيه الأديب والفاضل الأريب إسلم ولد أحمد جدو بقوله:
وقد مدحه أيضا الفقيه الأديب "الجيلاني ولد عبد الغفور( )" حين ما أتاه الشيخ لينسخ له كتاب شرح احمرار ابن بونه للعلامة "محمد محمود ولد أحمد ولد الهادي" وكان الجيلاني قد حلف قبل ذلك أن لا ينسخ كتابا حرصا منه على صحـة بصره وأسنانه ولكنه لما أتاه الشيخ حنث نفسه في مرضاته ونسخ له الكتاب وقال في ذلك :
المبحث الثالث في سيرته وأخلاقه تصوفه :
وفي منتصف القرن الثالث عشر الهجري ظهرت بعض الطرق الصوفية مثل القادرية التي هي طريقة الشيخ وقد أخذها عن شيوخه المتقدم ذكرهم والتي أوصلها إلى هذه البلاد الشيخ القاضي ابن الحاج الإجيجبي الذي أخذها عن شيخه الشيخ سيد المختار الكنتي .كما ظهرت الطريقة التيجانية الحافظية( ) وقد تفرعت عنها الإبراهيمية ( ) التي عرفت انتشارا واسعا في إفريقيا.كما ظهرت كذلك طرق أخرى مثل الصادقية الخضرية وكان لهذه الطرق دورها الإيجابي في المساهمة إلى جانب المحظرة في نشر العلم والمعرفة ، وقد دخلت عدة طرق صوفية بلاد شنقيط والتحم التصوف بالعلم في رحاب المحظرة وكانت الزوايا الصوفية في البلاد سندا للمحاظر في تدريس علوم القرآن والحديث والفقه المالكي أصولا وقواعد وفروعا.كما أنها أضافت عليها نوعا من الهيبة والنفوذ في ذالك الوقت الذي تركت فيه قبائل الزوايا السلاح وتفرغت لكسب العلم. وقد مكنت الطرق الصوفية للمحظرة بما يسرت لها من أسباب الحماية فالعالم من حيث هو له نصيب من الهيبة والاعتبار في المجتمع الشنقيطي والمجتمعات المجاورة ، ولكن نصيب العالم من التقدير إذا صار شيخ طريقة صوفية أو مقدما من مقدميها يتضاعف بشكل مذهل. ( )
علمـه : كان العلامة: الشيخ ( محمد مر) لا يجارى في العلوم ولا يبارى وقد كان رأسا في العلوم محكما وكان إماما عابدا جلدا تقيا يدور مع الأدلة حيث دارت.وكان غاية في الحفظ والإتقان
فقد قال هو عن نفسه ( إن هذه الفنون الثلاثة القرآن و مختصر خليل وطرة ابن بون على الألفية يحفظها كحفظه للفاتحة ) وفي غيرها من العلوم كسائر الناس و هذا إذا سمعه بعض الناس اليوم ربما يحسبه ضربا من الأساطير، لكن الشيخ كان كذلك فقد كان يقرأ مختصر خليل على الدابة وهو مسافر كقراءته للقرآن ، وكان خبيرا بالمنطق وعلم الأصول.
وكان سبب خبرته في المنطق أنه ذات يوم كان يقرأ شرح الدسوقي عند قول خليل في البيع ( ولم يعد بلا مشقة)فوجد فيه هذه الجملة فلم يفهمها وهي قوله: ( سالبة معدولة المحمول أي جعل فيها السلب جزءا من مدخوله وقد صرحوا أنها لا تقتضي وجود الموضوع) فذهب إلى شيخه محمد احمد ولد الطلبة وقرأ عليه المنطق حتى صار لا يباري فيه.
( )وكان لا يأخذ النازلة إلا من نص خليل إما منطوقا وإما مفهوما لشدة خبرته به وكأن الشافعي عناه بقوله ..
علمي معي حيثما يممت يتبعني صدري وعاء له لا جوف صندوقي
إن كنت في البيت كان العلم فيه معي أو كنت في السوق كان العلم في السوق وكان إذا أفتى فتوى لايمكن لأحد من العلماء أن يتعقبها وكان ينظم الألغ
وكان ينظم الألغاز من نص خليل ويقول في ذلك من أبيات يخاطب فيها زميلا له على سبيل الاختبار ...
وهل فيه أمر إن تتبع مبطل
وإن خولف الإبطال أيضا مجاريا
يشير بذلك إلى قول خليل في مختصره "وإن قام إمام لخامسة فمتيقن انتفاء موجبها يجلس ..."
وكان جميل الخط كأنما عناه ، ول ابن بقوله :
وكم جيد رق كان قبلي معطلا
وكم مشكل أعيى الجهابذة انثنى
فحلاه بالعقيان خط بناني
بمصقول فكري واضح اللمعان
وكان ألوفا للكتب مولعا باقتنائها ، ومن أشدها حرصا عليه وعلى مطالعته كتاب (إحياء علوم الدين) للإمام الغزالي وكان كأنما يحفظه من شدة ملازمته له.
كرمه وسخاؤه :
كان غاية في الكرم والجود والسخاء ، وكان منفقا في السبيل وكان كثير المائدة ؛ مع قلة ذات اليد وكان كأنما عناه من قال( ) :
له داع بمكة مشمعل
إلى ردح من الشيزا ملاء
وآخر فوق دارته ينادي
لباب البر يلبك بالشهاد
وكان لا يدخر شيا وكان لا يرد سائلا وكان لا يسأل شيئا إلا أعطاه ، وكان متلافا للأموال في وجوه البر والإحسان وكانت مائدته من أحسن الموائد ، وكان جوده وكرمه كما قال القائل:
كنا إذا اجتمعت يوما دراهمنا
لا يألف الدرهم المضروب صرتنا
ظلت إلى طرق المعروف تستبق.
لكن يمر عليها وهو منطلق( )
وقول القائل أيضا.( )
وجودك جود يعلم الناس أنه
ثناؤك لا يحصيه إطناب ناثر
تقاصر عن جدواه أمثال حاتم
ومدحك لا يفي به قول ناظم
ولقد صدق مادحه: إسلم ابن احمد جدو ، حيث يقول فيه:
فما مثله في الجود والبذل حاتم
فإنفاقه المعروف والبذل والسخا
على الجار ذي القربى وللجار غيره
تراه لأهل الحاج فاتح بابه
فيأتونه وحدى ومثنى ثلاثة
فكلهم يعطى الذي جاء قاصدا
وقصر عن مثوى بلاغته قس
وملبسه التقى فيا حبذا اللبس
يجود فلا منّ لديه ولا بأس
يظلون أفواجا به وبه يمسو
وأربعة أخرى ستتبعها الخمس
فما دون ذا الإعطا جفاء ولا عكس
عبـادته :
كان رحمه الله من أشد الناس عبادة ونسكا وأصبرهم على الطاعة وكان لا ينام من الليل إلا قليلا وصدق فيه قول القائل:
إذا ما الليل أظلم كابدوه
أطار الخوف نومهم فقاموا
فيسفر عنهم وهم ركوع
وأهل الأمن في الدنيا هجوع
وكان يقطع الليل فيما بين تلاوة وذكر وتهجد حتى صار السهر له عادة ، وأوقاته كلها معمورة بما يرضي الله ، لم ير في عصره مثله في العبادة وكان كثير القراءة للقرآن لا يفتر عن قراءته وله فيه خرق عادة .
حدثني من يوثق به( ) أنه قال له من كان يرافقه دائما( ) وكان مسافرا معه أنه ختم القرآن في أربع ركعات يقرأ في كل ركعة ربعا ، وكان حاضرا له يستمع إليه ، وهذا من الغريب جدا وكان ورده في السفر دائما خمسة عشر حزبا كل ليلة ، وكان جميل الذات صبيح الوجه حدثني شيخي: لمرابط سيد احمد ابن سيد ابن عبد الدايم أنه كان ذاهبا معه ذات يوم في مدينة كرو وإذا برجل من أولاد خالي الجكني ينشدهم هذين البيتين:
سلام لا يماثل كل حين
كما مر الفتى مر علينا
كإدخال السرور على الحزين
صبيح الوجه منقطع القرين
وكان حريصا على الأناقة وحسن الهيأة ، وكان لا يفارقه الطيب ، وكان كثير البكاء والخشوع في الصلاة وكان أحيانا يبدأ في الصلاة ولا يستطيع أن يتمها من شدة البكاء، وكان لا يتكلم أثناء الوضوء إلا بذكر الله.
وكان شديد المحبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم بحيث إنه إذا ذكر عنده يغشى عليه ويقشعر جلده.
وكان غاية في التأسي بخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان غاية في الزهد والورع والتواضع وحب الخير للناس جميعا،وقد وضع الله له المحبة في قلوب الناس بحيث إنه لا يذكر عند من يعرفه أو من سمع به إلا وابتدر لسانه بالثناء عليه وصدق مادحه حيث يقول فيه:
له خلق عذب على النفس طيب فلله أخلاق تطيب بها النفس
وكان كما يقول القائل: ( )
وقور في مجالسه أديب
لسـان نــاطق بالحق يفرى
ولب لا يفارقه عتيد
أريب ألمعي لوذعي
كما يفري الحسام المشرفي
وقلب عارف بر تقي
وكان من أهل الكشف والكرامات ، ومن ذلك أنه كان مسافرا ومعه تلميذه المسمى محمد حرمه ولد الحابوس فبقي عنهم وطلبوه فلم يجدوه وقد عطش عطشا شديدا حتى كاد يموت فبينما هو في هذه الحالة وإذا بالشيخ وهو يناوله إداوة فيها ماء ويشير له أن يذهب إلى جهـة كذا للجهة التي فيها رفقته ولما شرب من الإداوة لم يجدها بعد ذلك وذهب إلى الجهة التي أراه إياها فوجد فيها رفقته فعلم أن هذه كرامة للشيخ ، ومن ذلك أن والدته توفيت وهو غائب ومعه بعض من طلابه فقال لهم إني أريد منكم أن تختموا معي على الوالدة فقالوا له وكيف ذلك فقال لهم إنها توفيت فأرخوا لقوله فوجدوها كذلك( ).
أسفاره ورحلاته:
كان مسفارا لا يكاد يضع عصا التسيار وقل ما زار بلدا إلا جادت قريحته في مدح أهله بشعر، وكانت أول رحلاته زيارته لمدينة شنقيط ومعه اثنان من طلابه هما محمد بن سيدي أحمد ومحمد يسلم بن عبد الوهاب، حيث اطلع على جوها العلمي والتقى بالعلماء ، وذات يوم كان جالسا مع شيخ شنقيط والشيخ في حلقة علم وطرح عليه سؤال فقال في جوابه أنه سينظر في أمهات الكتب المطولات فالتفت إليه الشيخ محمد مر وقال له هذا قريب المأخذ يؤخذ من نص خليل فقال له الشيخ وكيف ذلك فأورد له نص خليل في المسألة فأعجب به وطلب منه أن يمكث معه زمنا ليستفيد منه الناس لما رآه أهلا لذلك ولكن الشيخ محمد مر كان قد قرر الرجوع قبل ذلك لأن الظروف لا تسمح له بالمقام هناك فرجع إلى أهله ووطنه ، وكان قد اشتاق إلى أهله ووطنه فجادت قريحته بقصيدة يمدح فيها قبيلته ويبكى ربوعها ومطلع القصيدة قوله:
أمن لمع برق لاح للعين من بعد
فبت رقيب البرق والبرق لامع
تحرك حرف الشوق في القلب والوجد
تأنست بالبرق اليماني وبالسهد
ولما قدم على أهله بهذه القصيدة الجميلة الرائعة جادت قرائح رجال من القبيلة بقصائد يمدحون بها الشيخ بمناسبة قدومه شوقا إليه ، ومن هؤلاء الرجال سيدي محمد بن الطالب سيدي( ) حيث يقول:
لقد جلت في الغواني دهرا تقدما
إلى أن سبتني في الغرام فتية
فتاة تحاكي الريم جيدا ومقلة
على أنها في الحسن نالت عجائبا
كما نال هذا الشيخ علما ونجدة
يجنب أهل البطش لا عن ذمامة
فرام اجتناب اللهو خوفا من الخنا
وصل على المختار ما ذر شارق
نجالس سلمى والرباب وتندما
تقاصرن عن ملهاها يا خل فاعلما
وليست تحاكي الريم ساقا ومعصما
ونالت من النقدين جسما منمنما
على أنه في البذل لن يتلعثما
ويصبر للجهول إن هو تكلما
ودام على التعليم كي يتعلما
وما نزل الحمام كي يترنما
وقال أيضا في مدحـه:
تسليت عن ليلى ولبنى وعن هندي
وكنت من الغرام في رونق الضحى
ولكن ما وجدي وشوقي لقائل
فما بي هوى ليلى وما بي هوى دعد
نظل معنى مستهام على جلد
أمن لمع برق لاح للعين من بعد( )
ومن ذلك أيضا قول الفقيه( ) بادي ولد سيد ولد أب:
ألا ليت شعري هل يذاق من الوجد
كما ذقت من رأيي وسمعي لقائل
وهل حرك المشتاق شوق به كما
ببذكر الغواني إذ يدار على المرد
أمن لمع برق لاح للعين من بعد
تحرك حرف الشوق في القلب والوجد
الشيخ محمد مر يخاطب الفقيه والأديب بادي ولد سيدي ولد أب.
أسيدنا المعروف ذا المجد لم تزل
تداركته إذ مال في الناس ركنه
ولو كنت في زمان حاتم دهره
فلا زلت عقادا لما شئت عقده
ولا زلت من علم لعلم معلما
عليكم سلام كالتزود منكم
وكالشيمة الحسناء منكم يزينها
وكالأدب المطبوع في النفس خلقة
إذا كان صرف الدهر فينا مفرقا
تجدده مذ مال عنه الذي عدل
فقومته حتى استوي المجد واعتدل
لما استكثر الركبان يوما لما بذل
ولا زلت حلالا لما شئت أن تحل
أيا قافيا نهج النبي وما فعل
بطبع شهي الطعم والذوق لا يمل
حياء من المولى بباطنكم جعل
ولكن عن التشريع والقصد لا يمل
ففي الصدر صافي الود للقلب قد وصل
ومن رحلاته أيضا سفره مرتين إلى الحوضين الغربي والشرقي ، وكان معه في رحلته الأولي تلميذه محمدو ولد الحاج وكان معه في رحلته الثانية تلميذاه دحمان بن النفاع ومحمد محمود بن الحابوس.
ومن رحلاته أيضا سفره إلى دولة السينغال وبانجول وكان قد سافر إليها عدة مرات، ففي إحدى الرحلات كان معه تلميذه محمد محمود ولد همر والأخرى معه تلميذه لمرابط سيدي
أحمد بن سيدي بن عبد الدايم والأخرى معه محمدو الناجي ولد الحابوس وابنه محمد يحي.
ومن رحلاته أيضا سفره إلى مدينة ازويرات حيث التقى هناك بالفقيه سيدي محمد ولد عمار السمسدي وأكرم مثواه ومدحه بقصيدة مطلعها:
سلام كأنفاس الظباء الخرائد
وورد وكافور ومسك وعنبر
وكالوعد من ري الخلاخل بضة
على السيد المعروف سيدي محمد
على سيد يؤتى ويقصد بابه
ومفعال فعال لكل فضيلة
يفوح كريحان لأهل التواجد
وأنواع طيب طيب في المشاهد
ومن نجل عمار بقاع المساجد
ومن هو يوم الفخر أكرم ماجد
وبذال ما تحوى يد من تلائد
إلى أخر القصيدة الجميلــة التي لم نحصل إلا على بعضها.( )
ومن رحلاته أيضا التي دائما يقوم بها رحلاته إلى مدينة أطار وخاصة في موسم "الكيطنه" وقد توفي بها ودفن بها عند واحـة نخيل تسمى " تونكاد " على بعد 80 كلم من مدينة أطار. وكانت أسفاره ورحلاته إما لبث علم أو لتحصيله أو لكسب رزق.
المبحث الرابع : في حياته الاجتماعية وحياته الخاصة:
من حياته الاجتماعية أنه كان رجلا محوريا في القبيلة وكان قطب رحى بينها وبين جميع القبائل المجاورة ( كتجكانت، كنت، وإدوعل )مثلا.
وقد كان تواقا إلى التعرف على جميع رؤساء القبائل السياسية وعلماء كل قبيلة مهما بعدت فمن تتبع أثره وأسفاره يجد للقبيلة التي هو منها ( أولاد أعل ) يجدها محفورة ومحفوظة في ذهن كل رئيس لأي قبيلة ونستشهد بدعوة الشيخ سيدي ابن آدب( ) له إلى زيارة الحوض الشرقي ( مشظوف، تندغه، آل لمحيميد ) فقد استقبلوه ( أي الشيخ محمد مر) استقبالا منقطع النظير وبواسطة الشيخ سيدي بن آدب .
حدثني نجل الشيح ( أبو بكر بن الحابوس )( ) أنه قام بزيارة للحوض الشرقي حيث التقى بأبناء عبد الدائم وهم أسرة من أولاد أعل وأخوالهم ( مشظوف ) والتقى هناك أيضا بزوجة الشيخ ( محمد مر ) وأخبرته بأن قبيلة مشظوف اندهشوا وانبهروا من كثرة علم هذا الشيخ وأدبه، حيث إن الشيخ سيدي بن آدب لما استضاف زوجة الشيخ ( محمد مر ) وهي أمات بنت عبد الدائم التي تقطن بالحوض الشرقي قال لها الشيخ
( سيديا ) الذي قضى زمنا طويلا مع العلامة الشيخ محمد مر في آفطوط وزوجته آنذاك المرأة الفقيهة الكريمة الصالحة
( فاطمة بنت ختار ) فلما أعجب سيدي بن آدب بصنع معروف أمات بنت عبد الدائم قال لها إنك امرأة كريمة ولكن لم تبلغي شسع نعل فاطمة بنت ختار.
فهذا العلامة لم يكن فقيها وعالما فقط بل كان اجتماعيا ويطلع على المجتمعات وأعيانها ويعرف منزلة كل أسرة مع أنه لم يدون ذلك ورعا منه ولكن المتتبع لأثره يلاحظ أنه كان رحالة باحثا اجتماعيا ، وكل من عرفه يتعرف تلقائيا على قبيلته (أولاد أعل).
ويضيف قائلا أنه كان يدرس في انواشيد وحاس الخشباي بمحظرة عبد الله بن الأمام الجكني ولما أنهى دراسة الشيخ خليل وما شاء الله ذهب إلى مدينة "الرشيد" فنزل في المسجد وإذا بجماعة من قبيلة كنت وهو يحمل معه كتبا فسلم عليهم فردوا عليه السلام وسألوه من أين أتى فقال لهم من محظرة أنواشيد وحاس الخشباي قالوا إذن أنت جكني قلت لا قالوا من أي قبيلة ؟ قلت من (قبيلة أولاد أعل) قالوا من أيهم قلت ابن الحابوس قالوا ابن أيهم قلت الشيخ محمد مر بن الحابوس فوقفوا جميعا وجلسوا ووقفوا وجلسوا ورحبوا وقالوا ليست هنا دار إلا وفيها فتوى أفتى بها أبوك بين قبيلة كنت أو قصيدة مدح بها أحدا من أعيان كنت.
فهنا يلاحظ الشخص ازدواجية اجتماعية ورصيدا اجتماعيا بناه هذا العلامة والرحالة الأديب لهذه القبيلة عموما التي هي قبيلة( أولاد أعل)
وأنه ترك مجدا إذا رسخ وحوفظ عليه يعطي للقبيلة صدى تولى هو عناء السفر بتحصيله ، وقد تولى التدريس ونشر العلم في شتى القبائل .
و في مدينة أطار التقى بآل شمس الدين والتقى بعلمائهم بالمسجد العتيق كمتال بن عمار وكان قد أكرم مثواه ومدح القبيلة بقصيدة رائعة جميلة توجد في ديوانه.
وفي الصحراء التقى بالعلامة المشهور محمد عبد القادر بن حيبلتي( ) من قبيلة (إجيجب) وسمعهم العامة يتحدثون في العلم ومسائل الفقه المعقدة ولما جاؤوا ( أي العامة) لمدينة ازويرات التي يسكنها آنذاك الفقيه سيد محمد ولد عمار من قبيلة أسماسيد قالوا ( أي العامة) إن محمد عبد القادر جاءه رجل من أهل "الشرڭ "( أمرڭبهال ) وقد سمع سيد محمد بن عمار كلمة العامة وتحير فيمن يستطيع أن يتحاور مع العلامة محمد عبد القادر بن حيبلتي في العلم فركب سيارته وسافر ليرى بعينه هذا العالم صاحب أهل "الشرڭ" فلما قدم عليهم وسلم قال العلامة محمد عبد القادر للشيخ محمد مر أعرفت هذا الرجل قال محمد مر نعم هذا سيد محمد بن عمار فتحير الجميع من أنه عرفه ولم يلتق به أبدا فطلب سيد محمد بن عمار أن يذهب معه العلامة الشيخ محمد مر ليستفيد من علمه فرد عليه محمد عبد القادر لقد قررنا أن ننحر له ثلاثا من الإبل ونحرنا واحدة فإذا نحرنا له الثالثة تركناه يذهب وقبل ذلك لا، فقال العلامة الشيخ محمد مر إذا انتهيت من محمد عبد القادر فسنأتيكم في أزويرات ولما انتهى ذهب إليه وكانت هذه بداية علاقة بينه وبين سيد محمد ولد عمار الذي أخذ عنه ما أمكن من العلم.
فإذا تأملت ما يطمح إليه هذا العالم من نشر العلم في كل مكان وتأملت أنه يجذب بعلمه وأخلاقه وعبادته كل من لقي تكن عندك صورة واضحة على أنه اجتماعي بالطبيعة .
أما موقعه الاجتماعي في القبيلة فقد كان سيد القبيلة وابن سيدها
كان جده الشيخ محمد عبد الرحمن هو صاحب الحل والعقد في الفخذ المسمى ( أهل الشيخ ولد أمني )
وكانوا قد درسوا عليه العلم وكانوا يزورونه لقضاء حوائجهم وقد سلك هو طريق جده فكان سيدا لقبيلته ويهتم بأمورها الاجتماعية ويرجع إليه في حل المشاكل الداخلية للقبيلة وكان كثير السعي في إصلاح ذات البين وكان مقصد أهل الحوائج، شهد له بالورع والتواضع وسمو الأخلاق والشهامة بكل ما في الكلمة من معنى، شهد له مجتمعه بأنه حباه الله بصفات حميدة وله مواقف معروفة ومحمودة، فقد كانت له الصدارة في مجتمعه، حيث كان من أهل الرأي والحل والعقد في مجتمعه مسموع الكلمة، مجاب الدعوة، مهابا يحبه كل رجال ونساء المجتمع ويثقون به ويكلون إليه أمورهم .
فلم يكن بسيطا خاملا أو فقيها يعرف العلم فقط وليس مهتما بأمور القبيلة السياسية الداخلية والخارجية، بل كان يسهر على الأمور المدلهمات العظام ويتغاضى ما أمكن عن الأمور البسيطة التي لا تتناسب مع نظره السديد .
حياته الخاصــة:
كان رجلا مزواجا فقد تزوج عدة نساء، نذكرهن فيما يلي:
1- زوجته المسماة فاطمة بنت ختار ابنة عمه وابنة خالته وكانت أول من تزوج بها.
وقد نهلت من معين علمه حيث حفظت عنه أكثر الشيخ خليل وحفظت كثيرا من أشعاره.
وله منها ولدان هما:
* القاضي محمد يحي ولد الشيخ محمد مر رحمه الله
* الأستاذ أبو بكر بن الحابوس الذي يعمل الآن في التدريس النظامي .
2- رقية بنت الحابوس الملقبة ( قالة) وهي ابنة عمه
وله منها ولدان هما:
* الناجي ولد الحابوس
* محمد عبد الله ولد الحابوس
3- أم الخيري بنت الأديب بنت عمه وله منها:
* خطري بن الحابوس
* مكفولة بنت الحابوس
4- أمات بنت عبد الدائم ابنة عمه تقطن في الحوض الشرقي وله منها:
* أحمدو ولد الحابوس رحمه الله
5- فاطمة بنت أطفيل سيدي ابنة عمه وله منها:
* البتول بنت الحابوس
6- عيشة بنت أيد بنت عمه ولم تنجب منه
7- آمنة بنت الأديب بنت عمه ولم تنجب منه
8- مريم بنت إميجن بنت عمه أيضا ولم تنجب منه
9- أخديجة بنت حمديه من قبيلة أولاد عمني في أطار ولم تنجب منه.
وكانت عشرته لزوجاته ترقى إلى مستوى لا يمكن تصوره من الحسن و الأدب فقد كان لزوجاته بمنزلة الأب لهن وكان لا يراجع زوجاته إلا بلفظ كريم لما حباه الله من حسن الخلق .
ومن حياته الزوجية أنه مارس تعدد الزوجات برضى منهن ما عدا زوجته الأولى فاطمة بنت ختار وقد أعترف له الناس بهذا التعدد وانصاعوا له نظرا إلى مكانته العلمية وحسن معاملته لزوجاته حتى أصبح الناس يرغبون في التزوج منه لينالوا من بركاته وخيراته وبدلا من أن توصف زوجاته بالعار لقبول التعدد (لا) بل كانت من تزوج بها تكون أفضل وأحظى عند الناس من اللواتي لم يتزوج بهن ، ولا غرابة فقد كان هذا ديدن الأشياخ والعلماء.
الفصل الثالث: ويتضمن ثلاثة مباحث
المبحث الأول في تآليفه وفتاويه
لم يكن الشيخ من العلماء المشهورين بالتأليف رغم مكانته العلمية وما أعطاه الله من عبقرية نادرة ويرجع ذلك إلى عدة أسباب.
- انشغاله بالتدريس ، فقد كانت جل أوقاته مشحونة بالتدريس للطلاب .
- عدم استقراره بمكان فقد كان مسفارا ورحالة يجوب البلاد شرقا وغربا مما جعله لا يتمكن من التأليف لعدم وجود المراجع التي تعين على التأليف غالبا.
- انشغاله بأمور القبيلة فقد كان محل الحل والعقد في القبيلة ويسعى في إصلاح ذات بينها ويهتم بأمورها الداخلية والخارجية ، إلا أنه مع ذلك كله فقد كانت له رسائل في الفقه نذكر منها:
1- رسالته التي ألفها في الرد على أحد المبتدعة يسمى محمد بن سيد عثمان الجكني الذي منع زكاة الزرع مستدلا بحديث (لا تأخذا في الزكاة إلا من هذه الأصناف الأربعة : القمح والشعير والتمر والزبيب) رواه الطبراني والحاكم
2- رسالة في جواز سلم النقود بعضها ببعض أعني النحاس في الورق أو العكس
3- رسالة في الحبس في منع قسمته بتا
وكان كثير الفتاوى ومن بين فتاويه هذه الفتوى التي تتعلق بالحبس والتي نوردها كنموذج من فتاويه:
وهذا نص الفتوى:
بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد فقد سئلت عمن حبس حبسا معقبا على بنتين وولد وماتت إحدى البنتين وتركت ولدين هل هما خارجان من الحبس أم لا؟
فأجبت والعلم عند الله أنهما لا يخرجان من الحبس بحال لأنه معقب ولا فائدة لتعقيبه بالنسبة للبنتين إذا خرج منه بنوهما، وقصد المحبس تعقيبه عليهما ولو قصد التعقيب وإخراج الأولاد منه كان في ذلك تناقض مع أن ابن رشد ذكر أن ولد البنت يدخل في العقب ونص كلامه بعد ذكر الاتفاق على دخوله في الذرية صحيح في أن ولد بنت الرجل من ذريته وكذا نقول في نسله وعقبه وكلام ابن رشد في المواق عند قول خ/ وتناول الذرية.
وفي التسولي عند قول الناظم (ومثله في ذا بني والعقب) قال الونشريسي الذي به العمل دخوله في عقبي إلى آخر طبقة سماها نقله في المعيار عن سيدي يحي بن هلال ونظمه في العمل المطلق.
ثم إنه معلوم أن ألفاظ الواقف تجري على العرف ولا يقال إنما يعمل به في ما ليس فيه نص بخلافه لأنا نقول محله في نص غير مبني عليه لا في مبني عليه. هـ قاله الزرقاني
إذا تأملت هذا علمت أن من حبس على امرأة بعينها حبسا معقبا وماتت عن ابنين لا مطمع لأحد في إخراجهما من الحبس ولاسيما إذا كان أهل البلد يقصدون العموم بالعقب لظنهم أن العقب أعم من الذرية أو مساو لذلك اللفظ أعني الذرية وكتب محمد عبد الرحمن بن الحابوس
إلحاق بما في مقلوب الورقة
الحفيد الذي ذكر خ/ ونقلنا فيه خلاف عن ابن رشد وغيره إنما هو ولد بنت من ذرية الموقوف عليها وأما ذريتها بلا واسطة بنت فلو خرجت من الحبس بطل التعقيب على البنات ولا قائل به أي ببطلانه ولو تأملت هذا ما كتبت الخلاف في الحفيد لأنه بمعزل عما نحن بصدده وأما هذا الولد فلا خلاف فيه وكتب محمد مر بن الحابوس.
وقد سلم هذه الفتوى العلامة المشهورالحاج ولد فحف والعلامة أحمد فال ولد إبراهيم ولد أمين بما يلي:
المبحث الثاني في أشعـاره:
إذا كان الشيخ (محمد مر) عالما من علماء الشريعة وواحدا من أقطاب علم الحقيقة فإنه كذلك علم بارز من أعلام الأدب والفتوة.
فهو شاعر مفلق ونابغة عبقري موهوب يمتاز شعره بعذوبة الألفاظ وسلاسة الأسلوب وجزالة المعاني وعمق الأفكار نظم الشعر وترك ديوانا يضم عشرات القصائد التي تتناول مختلف الأغراض المعروفة وفي هذا المبحث نحاول أن نورد ما أمكننا الحصول عليه من شعره .
علما بأن الأستاذ : سيدي محمد ولد إنجيه -حفظه الله- كان قد تخرج من المدرسة العليا للأساتذة برسالة موضوعها "جزء من ديوان محمد عبد الرحمن بن الحابوس" سنة 1984 جمع فيه ما أمكنه الحصول عليه من شعره وقد حاولت أنا في هذا البحث أن آتي ببعض ما بقي عليه ، علما بأن هناك قصائد لم نقف عليها وأخر لم نحصل إلا على بعضها أو مطالعها أحيانا لتفرق شعر الشيخ في شتى الأماكن وفي صدور الرجال الذين تفرقوا في البلاد.
وسنبدأ شعره بغرض المدح الذي يمثل الجانب الأكبر من الأغراض التي تناولها في شعره نظرا لاهتمامه الكبير بمدح النبي صلى الله عليه وسلم وغيره من أهل العلم والفضل والجاه .
ومن الدليل على أن الشيخ كان شاعرا مفلقا ونابغة عبقريا.
أن الشاعر الأديب محمد عبد الله ولد اعبيد الرحمن العلوي( ) الذي كان يعتبر بمثابة أمير الشعراء في زمنه قد حكم له بأنه أشعر من زملائه وذلك حينما وقعت المشاعرة المشهورة بينه وبين بني عمـه من أهل الشيخ ولد أمنى، فلم يرض خصماؤه إلا بتحكيم الشاعر الأديب محمد عبد الله ولد اعبيد الرحمن المذكور، فذهب إليه الشيخ ومعه محمدو ولد الحاج أحد طلابه ووجدوه في بادية قرب مدينة تجكجة فقال له الشيخ إنه قد وقعت بينه وبين بني عمه مشاعرة ولم يرضوا إلا بتحكيمكم بما أنكم أدرى الناس بالشعر والأدب فأريد أن تحكم بيننا أينا أشعر؟ فقال له: ستمكثون معي ثلاث ليال وقال له: ما اسمك فقال له: اسمي (محمد مر ) وعندما انتهت الليالي الثلاث زودهم بقصيدته المشهورة التي هي:
هو الهجو طعم الهجو لا ذقته مر -- وأبلغ هجو مــا يُمِرُّ الفتى مرُّ
قد اخنى على الأشعار رونق شعره -- مقـــاصده درٌّ وألفـــــاظه درُّ
لِيَزْورَّ من رام العلى عن هجائه -- عن الهجو من رام المعالي يَزْوَرُّ
وفرُّك عن من لا تطيـــق جوابه -- إذا حم منك الفر لم يذمم الفر وما استحسنوا كر الهمام على الهجا -- بلى منه يوم الروع يُستحسن الكر وما حكْمُ منصوبٍ لمرٍّ مهاجيا -- إذا أعربوه النصب بل حكمه الجر هجـاؤهم أمست تغنــي الإمـــا به -- وتعوي به السيدان و الإبل تجتر
ومن ظل يجري مفردا في مفازة -- إذا غـــرَّه إســـــراعـه إنــه غِـرُّ ومن يغترر إن يفتخر بجدوده -- على فخرهم إن يتكل فهو مغتر ومن لم يكل يوم الفخار على أب -- يبـــاهي به للَّـــه من أُمـــه الدَرُّ وخير الورى من كان للسلم جانحا -- وشر البرايا من يجر به الشر وما رمت تنقيص الأولى أحرزوا العلى -- وباللغو ما زالو كراما إذا مرو لا غير أنه نقض حكمه هذا فحكم للشاعر محفوظ ولد جار بقصيدة يقول فيها:
علي إله العرش ذو المن ذو من
فما التذ مني الذهن إلا بشعره
ألا لا يخل من كان هاجاه لا يخل
بلقياي محفوظا نقيب بني امني
فلا لذة السلوى ولا لذة المن
بأني منه اليوم أو أنه مني
إلى أن يقول:
سأنسخ ما قد شاع عني إن يكن
إذا المرء أفتى بالذي قد بدا له
فلا لوم إن اللوم فتواه عامدا
بما سيشيع اليوم من ضده عني
وعنه صميم الحق قد كان في كن
ببطل وليس الحق عنه بمكتن
ومن سمع القصيدتين يتبين له الفرق بينهما لما بينهما من تفاوت في حسن الألفاظ وجزالة المعاني ووقع في السمع ويستطيع أن يقول إن الأولى قالها الشاعر عفويا بطبعه وإرادته والثانية كانت تكلفا وتعسفا منه.
وقد أعرضنا صفحا عن ذكر المهاجات التي وقعت بين الفريقين خوفا من إثارة حساسيات قد خبت ونكـء جروح قد اندملت فرحم الله الجميع رحمة واسعة وتجاوز عنهم إنه سميع قدير.
وسنبدأ شعر الشيخ بغرض المدح الذي يمثل الجانب الأكبر من الأغراض التي تناولها في شعره ونبدؤه بقصيدته الجميلة الرائعة التي مدح بها (الأسرتين ) أسرة أهل بيب الشرفاء ،"القسميين " ، وأسرة أهل أحمد ولد محمد فال من فخذ أهل أشفغ محمود البارتيلي ، وهاتان الأسرتان كانتا من خاصية الشيخ ويحبهما حبا شديدا وكان يسكن معهما وكانوا يحسنون إليه ويبذلون أموالهم له ،وكانوا يقرؤون عليه رجالا ونساء.
وسنشفع هذه القصيدة ، بقصيدته التي مدح بها قبيلة أشفغ الخطاط ؛ هذه القبيلة التي شيدت بناء المجد في كل مكان وحازت أنواع المعالي جميعا، فلا غرو إذا مدحها الشيخ فقد كانت أهلا للمدح والثناء.
وكان سبب هذه القصيدة أنه مر عليهم في إينشيري أرض القبيلة وأكرموا مثواه فأنشأها في ذلك، والقصيدة هي:
وقد مدح الشيخ أسرة أهل "الشيخ ولد امني " هذه الأسرة المعروفة بالصلاح والفضل والتي هي فخذ من قبيلة الشيخ
( أولاد اعل) فقال:
تهيم غداة البين إذ شحطت هند
ونار الهوى في الصدر يوقدها زند
إذا أومأت بالطرف باسمة هند
وعن صبر ذاك البين قد يغلب الجلد
عزيز على العشاق يا حبذا الوعد
ويكفيك إماء إذا خامر الوجد
فيخنقني دمعي ويغلبني الرد
وكم هائم بالخب خوفه البعد
أخاف النوى والخوف لازمه السهد
وهند لها قدّ ومنطقها شهد
وكم شوق الألباب من قبلنا قدّ
بني الشيخ من تنسى بوصلتهم دعد
له منزل في القلب باق له نجد
فساد به قوم رأوا أنه فرد
وقد أسسوا ما شاده الشيخ من بعد
وقصدهم التقوى فيا حبذا القصد
على الصبر والإعطا وما ضرهم حسد
وعيشهم بالفضل لا غيره رغد( )
وإذا كان الشيخ شاعرا مفلقا فإنه كذلك يحسن الشعر الحساني " لغن " ويقول في ذلك يمدح قبيلته لما أرادت أن تجمع مالا لنائبة أصابتها فقال طلعته المشهورة:
وكذلك قصيدته التي يفتخر فيها بقومه ومطلعها:
لقد هيج البلبال بين الذي أهوى
لنا الفخر إذ كانت قريش عشيرنا
وإن عنّ إشكال وبذت عويصة
ولا غرو إن هاج التنائي لنا الشجوى
على كل حي في الذي قبلنا يروى
تجد عندنا عن كل مشكلة فتوى
وكذلك قصيدته الأخرى التي مطلعها:
تبدت لنا دور بوال بذي الرس
وإنا بنو عدنان من بعد هاشم
ودانت لنا الأقيال أقيال حمير
أقمنا بها دهرا لذيذا على النفس
ودانت لنا في الحرب قسرا بنو عبس
وعبد المدان الفرد للعرب كالرأس
وقوله أيضا يمدح محمد ولد الشيخ أحمد ولد آدب الكنتي :
على دارس الأطلال من منزلي هند
دع الدمع يجري إن مررت بأربع
فما أسار البلا إلا رسوما بواليا
وفي جانب الوادي اليماني أربع
درسن وباقي الوشم فيها مذكر
فأمست يبابا بعدنا وتمهمهت
ومور السوافي غير النؤي بعدنا
دع الدمع لا ينفك يجري على الخد
محى رسمها صوب الرواعد من بعد
بجنب اللوى بعد التفرق والبعد
سقينا بها خمر الصبابة والود
ليالي وصل ماضيات مع الخود
سقاها ملث الودق والجون ذو الرعد
وباقي آيات تنكرن من بعد( )
وقال أيضا يمدح العلامة الفقيه محمد أبات ولد احميدي( )
فتى ماله بين الوفود غنائم
شمائله التخويل والبذل والندى
عليه سلام كالنسيم بعنبر
إذا أعملت للبذل خوص رواسم
كما عم بالتخويل والبذل حاتم
يهب صباحا بردته الغمائم( )
المبحث الثالث في مراثيه:
كانت وفاة الشيخ مصيبة على المسلمين وخاصة قبيلته التي بنى لها مجدا شامخا ، وقد كانت حياته مليئة بالجد والنشاط والحيوية والسرور والإنتاج المعرفي، وقد هزت وفاته كيان الخواص والعوام وبكته المآقي والأقلام، وبمناسبة وفاته أنشأ تلميذه ( إسلم ولد أحمد جدو) هذه الأرجوزة مؤرخا بها لوفاته:
في ليلة الواحد والعشرينا
فنزلت مصيبة أليمة
وقت الغروب ليلة الخميس
السيد القطب الشهير العالم
الفاهم النحرير والهمام
نجل الحابوس الحبر من بني علي
ودفنه بعد صلاة المغرب
سنة ألف وثلاثمائة
وعمره قد جاوز الخمسينا
عليه رحمة الإله الباري
ثم صلاة الله كل حين
وآله وصحبه الهداة
من ذي جمادى الأولي قد نعينا
على الورى داهية عظيمة
بفقد هذا الفاضل النفيس
من لا له شكل من العوالم
محمد جالي دجى الظلام
الزينبي من سلالة علي
رزقه الإله نيل الأرب
مع ثمانين وعام تسعة
في ظننا ولم يصل ستينا
وارزقه رب أحسن الجوار
على الرسول المصطفى الأمين
ومن قفاهم من السادات
وقد رثاه أيضا بهذه القصيدة الرائعة الجميلة فقال:
لدى فقد هذا الحبر قد فقد الجنس
وتبكيه أرباب الشريعة بعد ما
وتحزن طلاب العلوم لفقده
وحنت له كتب الشريعة كلها
وتبكى السما والأرض والجن والإنس
أقام منار الدين وارتفع اللبس
وهام به الخط المحسن والطرس
فقد بان عنها العلم وانقطع الدرس
فما إن له في العلم شكل ولا جنس
وليس لأهل العلم من بعده رأس
وباطن علم الشرع فهو له أس
ومن بعد طي العلم قد يحصل اليأس
ولا أنجم تبدو إذا ما بدت شمس
وطالعه سعد يغيب به النحس
فلله أخلاق تطيب بها النفس
وقصر عن مثوى بلاغته قس
وملبسه التقى فيا حبذا اللبس
يجود فلا من لديه ولا بأس
يظلون أفواجا به وبه يمسو(ن)
وأربعة أخرى ستتبعها الخمس
فما دون ذا الإعطا جفاء ولا عكس
بها ارتفع المعروف وانخفض العكس
وحق لك البكاء إن ضمه الرمس
ومسكنه الجنان والعرش والكرس
عفائف لم يطمث بها أبدا إنس
وفي جنة المأوى تطاف به الكأس
وفيها من اللذات ما تشهى النفس
على المصطفى المختار ما طلعت شمس( )
خاتمـة نسأل الله حسنها
أخي القارئ الكريم بعد هذه الجولة الممتعة مع حياة هذا العلامـة الشيخ محمد عبد الرحمن بن الحابوس وآثاره.
تعال بنا لنستريح قليلا مع هذه الخلاصـة.
خلاصة القول أنه لا يسعني إلا أن أقول في خاتمـة هذا البحث أن هذا الشيخ كان إماما يقتدى به ونورا يهتدي به فقد اجتمعت فيه أنواع المحامد وكان إمام عصره وقرة عين دهره وكان شيخا للعلماء العاملين.وقدوة للمتقين الصادقين.
إن هذا العمل الذي قمت به لا يمثل إلا نقطة في بحر محيط مما ينبغي أن يكتب عن هذا الشيخ إلا أن ما لا يدرك كله لا يترك جله ، فحق للقلم أن يعترف بعجزه وأن يقر بعيه عن توفية حق هذا الشيخ.
فما مثله إلا كما قال الشاعر:
حلف الزمان ليأتين بمثله
حنثت يمينك يا زمان فكفر
والله أسأل أن يعصمنا من الزلل ويحفظنا من الخطأ والخطل ويوفقنا في القول والعمل ، إنه سميع مجيب ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذريته وسلم تسليما كثيرا.
فهرست الآيات حسب ورودها في البحث
الآية رقم الآية السورة صفحة
« ووصينا الإنسان...» 14 لقمان 1
« أولئك الذين يتقبل عنهم أحسن ماعملوا...» 16 الأحقاف 1
«رب أوزعني ..» 19 النمل 2
رب أوزعني ..» 14 الأحقاف 2
« يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات....» 10 المجادلة 3
« وهو معكم أين ما كنتم...» 04 الحديد 27
فهرست الأحاديث
الحديث الدرجة الكتاب الصفحة
<< من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين متفق عليه البخاري: 71 ، ومسلم : 1037. 3
<< إن العلماء ورثة الأنبياء ....>> صححه الألباني أبو داود:3157 ،
والترمذي : 2606 . 3
فهرست الأعلام
الحرف الاسم صفحة
أ أبو بكر ولد الحابوس 46
ب بمب بن الحابوس 24
س سعدن ولد سيدي ولد ابّ 45
سيدي محمد ولد عمار 44
سيدي يحي ولد سيد أحمد 44
ص صلاح ولد الحابوس 33
ع عبد الله ولد اختير 24
عبد الله ولد الطالب سيدي 43
عبد الباقي بن بيب 40
ل لمرابط سيدي أحمد ولد سيدي ولد عبد الدائم 18
م محمد بن سيدي أحمد 42
محمد يحي بن بيب 42
محمد محمود ولد همر 41
محمد محفوظ بن بيب 43
محمد عبد الرحمن بن الشيخ المصطفى 64
محمد عبد الرحمن بن سيدي الملقب احمان 34
محمد عبد الله ولد سيدي ولد عبد الدائم 61
فهرست الأشعار
مطلع القصيدة بحرها رويتها ص
من بعد بين وأحزان بأحشاء بسيط الهمزة 32
مغانينا اللواتي بهن طابا الوافر الباء 26
الحمد لله الذي في الكتب الرجز الباء 20
سلام عليكم مانحا نحوكم وفد الطويل الدال 22
أمن لمع برق لاح للعين من بعد الطويل الدال 42
تسليت عن ليلى ولبنى وعن هند الطويل الدال 43
ألا ليت شعري هل يذاق من الوجد الطويل الدال 43
تهيم غداة البين إذ شحطت هند الطويل الدال 63
منذو زمان حلفت لا أرى قلما البسيط الراء 33
عليكم سلام في احترام على مر الطويل الراء 34
عليكم سلام كالجمان مدى الدهر الطويل الراء 34
هو الهجو طعم الهجو لا ذقته مر الطويل الراء 58
لقد كان أهل الجود أنتم ولا فخرا الطويل الراء 61
ألا يا جمال الحرب ليث العساكر الطويل الراء 64
تبدت لنا دور بوال بذي الرس الطويل السين 64
لدى فقد هذا الحبر قد فقد الجنس الطويل السين 66
يقول راجيا رضى القدوس الرجز السين 23
راح الرجاء وطار اليأس وارتفعا البسيط العين 32
إذا ما الليل أظلم كابدوه الوافر العين 40
إلى الذي للتقي قدما وعى ورعى البسيط العين 33
علمي معي حيثما يممت يتبعني البسيط القاف 37
كنا إذا اجتمعت يوما دراهمنا البسيط القاف 39
ونحن يا منكرا في الأصل نسبتنا البسيط اللام
ونحن يا منكرا في الأصل نسبتنا البسيط اللام 21
مغنى لمية فيه البوم قد زجلا البسيط اللام 27
أسيدنا المعروف ذا المجد لم تزل الطويل اللام 44
للصب شوق غداة البين قد شغله البسيط اللام 60
أمنين ذا المـال أركــل طلعة اللام 63
ألا رب حي قد عزانا لحيه الطويل الميم 21
أبدت قريحة هذا العالم الفهمي البسيط الميم 30
وجودك جود يعلم الناس أنه الطويل الميم 39
لقد جلت في الغواني دهرا تقدما الطويل الميم 43
فتى ماله بين الوفود غنائم الطويل الميم 64
علي إله العرش ذو المن ذو مني الطويل النون 59
من الجعافر الزيانب بنو الرجز النون 22
في ليلة الواحد والعشرينا الرجز النون 65
لقد هيج البلبال بين الذي أهوى الطويل الواو 64
وقور في مجالسه أديب الوافر الياء 41
فهرست المصادر والمراجع
أولا : الكتب المطبوعة
الكتاب المؤلف الصفحة
المصحف الشريف
إعلام الموقعين عن رب العالمين لابن القيم 4
الآداب الشرعية لابن مفلح 4
بلاد شنقيط المنارة والرباط الخليل النحوي 12
عمود النسب أحمد البدوي 22
ثانيا : الرسائل الجامعية والمخطوطات
عنوان الرسائل الباحث صفحة
بحث تخرج حول شخصية محمد عبد الله ولد أحمذي فاطمة بنت السالم بن سيدي 11
قصيدة خطية توجد بحوزتنا بخط اسلم ولد احمد جدو 62
ثالثا : المصادر الشفهية
الاسم المكان
لمرابط سيدي أحمد بن سيدي عبد الدائم في منزله وفي محظرته بالغائرة
عبد الله بن اختير في منزله بانبيكه بتكانت
محمد بن سيدي أحمد في منزله بالغائرة
بمب بن الحابوس في منزله بالغائرة
سعدن ولد سيدي ولد ابّ في منزله بلكريع
عبد الله ولد الطالب سيدي في منزله بالغائرة
محمد يحي بن بيب في منزله بالغائرة
محمد محمود ولد همر بمنزله بالغائرة
محمد محفوظ بن بيب بمنزله بالغائرة
سيدي محمد ولد عمار في مسجد بداه بانواكشوط( لكصر)
سيدي يحي بن سيدي أحمد في باديته بمكان يسمى اعوينت عر
أبو بكر ولد الحابوس بمنزله بانواكشوط
محمد عبد الرحمن ولد سيديا الملقب احمان بحانوت سيدي محمد ولد الناجي
محمد عبد الرحمن بن الشيخ المصطفى في منزله بالغائرة
محمد عبد الله بن سيدي ولد عبد الدائم في حانوته بانواكشوط
صلاح بن الحابوس في منزله بانواكشوط
الفهرست
إهــداء 1
كلمــة شـكـر 2
مقدمة 3
سبب اختيار الموضوع: 5
الصعوبات والعراقيل: 7
المنهجيـة 8
أ- طلبـه للعلم 8
الفصل الأول : في التعريف بالشيخ 10
المبحث الأول في محيطه : 10
انتشار المحاظر : 11
المحيط السياسي : 13
المحيط الاجتماعي : 16
ملحوظة : 18
المبحث الثاني : في نسبه ومولده ونشأته 19
مولده ونشأته 23
الفصل الثاني : في حياته ويتضمن أربعة مباحث 25
المبحث الأول ويتضمن ثلاثة محاور 25
أ- طلبه للعلم : 25
ب- شيوخه : 27
ج - تلامذته: 29
المبحث الثاني : مكانته العلمية وثناء العلماء عليه 31
ما قيل فيه من الشعر: 33
المبحث الثالث في سيرته وأخلاقه 36
تصوفه : 36
علمـه : 38
كرمه وسخاؤه : 40
عبـادته : 41
أسفاره ورحلاته: 43
المبحث الرابع : في حياته الاجتماعية وحياته الخاصة 47
حياته الخاصــة: 51
الفصل الثالث: ويتضمن ثلاثة مباحث 53
المبحث الأول في تآليفه وفتاويه 53
المبحث الثاني في أشعـاره: 58
المبحث الثالث في مراثيه: 66
خاتمـة نسأل الله حسنها 68
فهرست الآيات 69
فهرست الأحاديث 69
فهرست الأعلام 69
فهرست الأشعار 70
فهرست المصادر والمراجع 72
الفهرست 74
رحم الله الوالد الفاضل الشيخ محمد عبدالرحمان الحابو
ردحذفرحم الله الوالد الفاضل الشيخ محمد عبدالرحما ولد الحابوس
ردحذف