صدقت يا ماء العينين لان تفسير الماء بالماء لا يفيد
ما لم نذكره ماءا زلالا نميرا فراتا عذبا رقراقا يهمي من معين الحياة وكوثر الخلود
وأنت به حريى لأنك ماء العيون وقطر الندى على أفنان الزيتون في تلال قاسيون بين تشرين وكانون بارك الله فيك كما بارك في اسمك ولكل شيئ حظ من اسمه
اما عن قبيلة أولاد اعل الزينبيين:
فهم فرع من قبيلة إدقزينب التي منها الاسرة الشهيرة أهل انحوي الذين من هم الخليل ولد انحوي مؤلف الكتاب الشهير : شنقيط أرض المنارة و الرباط
و أولاد اعل الزينبيين بنو عم للعشيرة الكريمة المعروفة باهل الشيخ ولد امن
و تقطن القبيلة أصلا في منطقتي تكانت و أفطوط والآن تتواجد حواضرها في الغائرة و بلدية ارظيظع و بلدية لمبيديع التابعتين لباركيول
وكذالك في الملزم وانبيكه في تكانت
وقبيلة ادقزينب تنسب إلى حسان ابن عقيل ابن معقل ابن ابن موسى الهراج( او الهداج كما في بعض النسخ) ابن محمد العالم بن جعفر الأمير بن ابراهيم الأعرابي بن محمد الرئيس بن علي الزينبي بن عبد الله بن جعفر الطيار رضي الله وهذا ما أكده احمد البدوي في عمود النسب:
حين أشار الى أن الجعافرة زينبيون من نسل عبد الله ابن جعفر ابن أبي طالب وعبد الله رضي الله أمه هي البضعة الطاهرة زينب بنت الحبيب المصطفى من صلى الله عليه وسلم .
يقول البدوي:
.من الجعافر الزيانب بنو بنت علي زينب تفننوا من ابنها ابن القرم عبد الله
ذي الجود عدنان به تباهي
وقول العلامة محمدمر ولد الحابوس الزينبي لنا الفخر إذ كانت قريش عشيرنا على كل حي في الذي قبلنا يروى وإن عنّ إشكال وبذّت عويصة تجد عندنا عن كل مشكلة فتوى وكذالك قول العلامة الجليل : العالم الجليل سيد المختار ابن الطالب ألمين ابن سيد ابن عبد الدايم الزينبي المتوفي سنة 1232 هجرية في منظومة له يذكر فيها نسب القبيلة الحمد لله الذي في الكتب=== جميعها أوجب حفظ النسب وأجمع اليوم عليه العلما=== فصار حتما لازما مسلما لذا أردت أن أبين نسب == بني علي في الذي عندي رسب فهم بنو زينب ذات المنصب== بنت الإمام علي صهر النبي شقيقة السبطين من أم وأب=== وقد كفى من حسب ومن نسب من نجل عبد الله إبن جعفر=== الهاشمي ذي العلى والمفخر كما نقلت عن أكابر السلف=== مسلسلا عن خلف عمن سلف حتى بقي في الكتب والدفاتر=== وصار منقوشا على المقابر وذاك من دليلنا على شرف=== نسبتنا كما حكاه من عرف بينت ذا بأوضح البيان=== بقاطع الدليل و البرهان و كذالك يذكر المؤرخون خوالة لأولاد اعل الزينبين من القبيلة الكريمة {مدلش} ومن ذالك أيضا قول العلامة : دحمان ولد ألمين اطفيل ألا رب حي قد عزانا لحيه=== ونحن انتسابا من سلالة هاشم بنو زينب بنت الإمام وقد كفى= علي إمام الناس حبر الأكارم وقال العلامة الجليل : محمدو ابن أنحوي الزينبي قادما على بني عمه مسلما عليهم
سلام عليكم مانحا نحوكم وفد=== ولاقاه من تلقاكم البشر والرفد
وما نال فوق السؤل قارع بابكم=== وانتم له درع المخوف إذا يبدو بني الشيخ من أمسى لفضل مضمر=== بطلعته الغراء سابق من يعدو ا بني زينب تنمى إلى خير بضعة=== من الختم أمسى بالفخار لها الجد تناجلكم عبد الإله وجعفر=== كريمة أنجاد فيا حبذا النجد غطارف أعلام بنيتم فخارة=== من المجد مايعلو ذرى طودها طود صلاة على المختار ما ذر شارق=== وما طلع العوّا وما طلع السعد
و لعل فيما ذكرت كفاية رغم انشغالي بتحضير لسفر عاجل
عبق التراث الشنقيطيللمزيد من التفاصيل إضغط على العنوان التالي : |
إشراقات الحضارة الشنقيطية
الاثنين، 16 يوليو 2012
إجابة لسؤال عن قبيلة أولاد اعل الزينبيين
الأحد، 1 يوليو 2012
نماذج من تضحيات العلماء الشناقطة للشيخ محمد الحسن ولد الددو
جهود عبد الله بن ياسين الجزولي في تجديد الدين ونشر العلم في المغرب
إن علماء بلاد المغرب العربي قد اشتهروا منذ القرن الخامس الهجري في بداياته عندما قدم إلى هذه البلاد عبد الله بن ياسين الجزولي رحمه الله داعياً إلى منهج الحق مجدداً للإسلام في هذه البلاد،
فأقام
أول حركة إسلامية عرفت في هذا البلد وهي حركة المرابطين، أقامها على منهج
رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى الوحيين الكتاب والسنة، وأخذ الناس
بالعزائم وضحى التضحية الجميلة العجيبة، فإنه قد خرج مهاجراً من بلده لم
يصحب أهلاً ولا مالاً، وما أخذ معه من بلاده إلا سيفه وكتابه. ولما جاء إلى موريتانيا اعترضه أمراء القبائل،
ووجد مضايقة من الملأ والكبار كعادتهم في استقبال كل دعوة وافدة، فمن
المعلوم أن كبار كل أهل بلد يقفون دائماً في وجه الدعوات، كما قال تعالى: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا [الأنعام:123] ،
فهم الذين يقفون في وجه الدعوات ويناصبون الأنبياء العداء ويناصبون كل من
دعا إلى الله العداء، وهم الملأ الذين يريدون الحفاظ على الواقع المنحرف
الذي تربعوا على عرشه فلا يريدون تغييره. لكن الدعاة من سنة الله أن يستجيب لهم الضعفاء، وأن تستجيب لهم الطبقات المسحوقة، وأن يستجيب لهم الشباب، كما قال تعالى: فَمَا
آمَنَ لِمُوسَى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِنْ
فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي
الأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ [يونس:83] . وعندما سأل هرقل أبا سفيان بن حرب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أضعفاء الناس اتبعوه أم أقوياؤهم؟ قال: بل ضعفاؤهم. فقال: هم أتباع الرسل. فأتباع
الرسل في كل زمان ومكان والمستجيبون والمبادرون لهذه الدعوة في الغالب هم
المسحوقون في أمور الدنيا يعوضهم الله عنها خيراً منها. فإن
الملأ يريدون الحفاظ على الواقع؛ لأن مصالحهم مرتبطة به، أما الشباب
والمستضعفون فليست لهم مصالح واقعية يحافظون عليها، فلذلك يرغبون في
الاستجابة للدعوة، وإذا رأوا الحق واضحاً لم يحل بينهم وبين اتباعه
والاستجابة له بعض المكاسب أو الآمال الدنيوية. عندما جاء ابن ياسين إلى
بلاد موريتانيا هذه ووقف في وجهه الملأ استجاب له الشباب، فاختار منهم
مجموعة قليلة رأى أنها أهل الجلد والصبر، وذكر أن هؤلاء الفئة القليلة يصدق
عليهم قول الله تعالى: كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ [البقرة:249] .
طريقة ابن ياسين في التربية والسلوك
وقد أسكن أولئك الشباب في جزيرة شمال نواكشوط، وهي جزيرة (تيدرا)، و(تيدرا) بالعجمية البربرية معناها (المقبرة)، وذلك أنه يدفنها الماء في بعض فصول السنة فتختفي، وفي بعض الفصول يخف دونها الماء،
فأسكنهم
في هذه الجزيرة وفصلهم عن المجتمع المنحرف ورباهم تربية عميقة، فكان يجلد
من تأخر عن ركعة من الصلاة عشرة أسواط، ومن تأخر عن ركعتين عشرين سوطاً،
ومن تأخر عن ثلاث ركعات ثلاثين سوطاً، ومن تأخر عن الرباعية كلها أربعين
سوطاً، حتى كونهم رجالاً أهل صلابة وقوة.
وهذا الجلد قد ظنه بعض الناس تطرفاً وتشدداً وتحجراً، ولكن الواقع خلاف ذلك، كما قالت صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنها عندما كانت تضرب حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم الزبير بن العوام في صغره فكان عمه يتهمها فيقول: ما ضربته إلا لبغضك إياه. فقالت: من خالني أبغضه فقد كذب وإنما أضربه لكي يلب ويهزم الجيش ويأتي بالسلب
ولذلك رأى أحد حكماء هذه البلاد وأمرائها وهو الأمير العادل محمد احبيب بن أعمر بن مختار رحمهم الله أجمعين، رأى أحد أولاده يبكي والناس يسترضونه فغضب، فقال: دعوه حتى يشبع من البكاء، فمن لا يبكي لا يُنكي. إنها
كلمة حكيمة قالها هذا الرجل الحكيم، فبقيت أثراً خالداً في تربيته
لأولاده، فكانوا في السكينة والقوة والصبر على المكان المعروف لهم.
كذلك فإن ابن ياسين
رحمه الله أخذ هؤلاء جميعاً بتعلم العلم، فجعل النهار كله للعلم والليل
كله للعبادة والدعاء والضراعة إلى الله سبحانه وتعالى، فكان أولئك الذين
صحبوه مُثُلاً عالية لهذا الشعب.
إقامة ابن ياسين لدولة المرابطين
ولما رأى منهم ما يسره من الإقبال على الله سبحانه وتعالى وإحسان عبادته والمستوى العلمي الذي وصلوا إليه. قال: الآن امتثلنا أمر ربنا في قوله تعالى: وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ [الأنفال:60].
ثم
جعلهم بينه وبين القبلة، فمد يديه إلى الله عز وجل قائلاً: يا رب! هذه
عدتي أعددتها للجهاد في سبيلك. وخرج بهم يزجيهم إلى الجهاد في سبيل الله. فجاهد لإقامة دولة الإسلام وجاهد الكفار والمنافقين فلم تقف أمامه أي دولة،
ولم
يهزم له لواء، واستمر الفتح في البلاد الإفريقية، وكان هو لفضله وحكمته لا
يحب الرئاسة ولا الشهرة ولا الذكر بين الناس، فأمر على أولئك المرابطين
المجاهدين خيرهم، وهو يحيى بن عمر اللمتوني، وكان خيرهم علماً وورعاً وشجاعة وعبادة وتضحية فكان قرة عين له،
ومع ذلك عندما قاتلوا في إحدى الوقائع فتقدم يحيى حتى اخترق صفوف المشركين غضب عبد الله بن ياسين،
فأمر بالأمير بعد انتهاء المعركة فجلد عشرين سوطاً، فقيل: علام تجلد
الأمير وقد رجع ظافراً منتصراً على أعداء الله؟! فقال: لأنه خاطر،
ما ينبغي للأمير أن يدخل المخاطرة إلا عندما يكون الجيش في خطر! ومن هنا تدرك ذكاء ابن ياسين وملكته القتالية الجهادية بالإضافة إلى ملكاته العلمية العبادية.
جهود العلماء في أواسط القرن السادس حتى القرن الثامن
دور الحجاج الثلاثة والشريف مولاي عبد المؤمن
ذكر المختار بن حامد رحمه الله أن قبيلة المجلس كان فيهم إذ ذاك في أيام مرابط المجلس المشهور عدد كبير من الفتيات اللواتي يحفظن المدونة.
وهكذا
حافظ أحفاد المرابطين على هذا العلم زماناً طويلاً، فلما كان في أواسط
القرن السادس الهجري جاء الحجاج الثلاثة المشهورون فنزلوا مدينة (شنقيط)
وبنوها، فكان أحد هؤلاء الثلاثة كفيلاً بالهندسة المعمارية، وكان الآخر
كفيلاً بالتجارة، وكان الثالث كفيلاً بالعلم والإمامة والقضاء، واشتهرت
ذريتهم بذوي الحاج، أي: بذرية هؤلاء الحُجاج الثلاثة، وكان لهم أثر بالغ في
تجديد العلم بعد دولة المرابطين،
وقد
نشروه فاشتهرت مدينة شنقيط من ذلك العهد بالعلم، فكان الناس يفدون إليها
من مشارق الأرض ومغاربها ليتعلموا فيها، واشتهر من الذين يفدون إليها كثير
من الأفارقة الذين اشتهروا بالعلم والصلاح في البلدان الأفريقية. ولم يستقر أولئك الحجاج الثلاثة في مدينة شنقيط حتى جاء الشريف مولاي عبد المؤمن
فبنى مدينة (تشيد)، وجاء يحمل مكتبة ضخمة عظيمة ما زالت آثارها إلى الآن
خالدة من المخطوطات التي لا يعرف أحد اليوم أسماءها ولا فنونها فيما أعلم. وهي إلى الآن ما زالت موجودة قائمة في مكتبة الشريف مولاي عبد المؤمن في (تشيد) يسرق منها النصارى وينهبون، ومع ذلك بقيت آثارها إلى وقتنا هذا.
دور قبيلة البدوكل وسيدي محمد الكنتي
كذلك عندما قامت قبيلة (بدوكل) فأعلنوا الجهاد في سبيل الله من جديد وجددوا دعوة المرابطين وفد إليهم الشيخ سيدي محمد الكنتي من (توات) من جنوب الجزائر، وهو من ذرية عقبة بن نافع الفاتح لهذه البلاد رضي الله عنه، فجاء بعلم جم وسكن في بدوكل، ورباهم على العلم وحببه إليهم، فكان الناس يفدون إليه في طلب العلم. وخرج من ذريته الشيخ سيدي أحمد البكاي
الذي اتجه إلى الحج فنزل بمدينة (ولاته) فرافعه أهلها فقالوا: يجب عليك
المقام بين أظهرنا حتى تعلمنا ما معك من العلم. ورافعوه عند القاضي فحكم
لهم القاضي،
وكان أهل (ولاته) من ذلك العهد إلى زماننا هذا محبين للعلم يجتمع عليه سوادهم الأعظم. فلم
تكن مدينة من مدن هذه البلاد يجتمع سوادها الأعظم من العامة والتجار
وغيرهم في حلقات العلم مثلما كان موجوداً في (ولاته)، ولذلك استمر الحال
فيهم إلى هذا الزمان، فهم يختمون صحيح البخاري في شهر شوال بعد أن يقرءوا غالبه في شهر رمضان، ويختمون كتاب الشفا للقاضي عياض كذلك في شهر ربيع الأول، ويجتمع على قراءة هذين الكتابين جماهيرهم وعوامهم إلى وقتنا هذا.
دور تحالف قبائل تشمشة في نشر العلم وإحياء الدين
اشتهر
في القرن السابع والثامن عدد من الذين وفدوا إلى هذه البلاد من خارجها،
ومنهم الخمسة المشاهير الذين كونوا تحالف قبائل (تشمشة)، وهم:يعقوب ........جد قبيلة (بني يعقوب) وهو من ذرية جعفر بن أبي طالب، وقد كان من العلماء العاملين،
وكذلك منهم ..... ضمغرجد قبيلة (أولاد ديمان)، ومنهم كذلك دبيال يعقوب، وهو جد قبيلة (إدات شغا)، وكذلك يدال، وهو جد قبيلة (اليداليين)، ويدمسه، وهو جد قبيلة (دقبهني)، وقد وفد هؤلاء إلى هذه البلاد فتحالفوا فيها على تجديد الدين، وانطلقوا من قول الله تعالى: وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا [الفرقان:63] .
وأرادوا إقامة دولة الإسلام، فوجدوا إذ ذاك هذه المنطقة يسيطر عليها قبائل (أولاد رزق) فلم يجدوا لديهم تحمساً لإقامة دولة الإسلام، فلما جاء المغافرة قدم عليهم أحمد بن دامان، وكان أصغر أخوته لكنه كان سيداً مطاعاً، فأعجبه هديهم ودلهم وسمتهم وأعجب بهم غاية الإعجاب، فلما جاء من الشمال من أراد مقاتلتهم منعه أحمد بن دام انذلك وقاتل دونهم، فجعلهم قضاة هذه البلاد وعهد إليهم بالتدريس فيها، وقد نصبوا قاضياً مشهوراً فيها.
جهود العلماء من نهاية القرن التاسع وبدايات العاشر
ثم
بعد ذلك اشتهرت كذلك بعض المحاضر العلمية، وهي من أولى المحاضر التي قامت
بعد القرن السابع والثامن، فقد بدأت تقريباً في نهايات القرن التاسع
وبدايات العاشر محضرة (بارتيل) التي تخرج منها عدد من الأعلام المشاهير
فيما بعد، وكان لهم أثر بالغ كذلك في مشارق الأرض ومغاربها. فمنهم أبو بكر البارتيلي الذي أقام بـ(ولاته)، وهو مؤلف كتاب (فتح الشكور في تراجم علماء تكرور)، وقد طبع الكتاب مراراً، ومنهم عدد من الجهابذة الذين اشتهروا في بلاد الحوضين، وكذلك في منطقة الساحل. كذلك
اشتهر في الجنوب في نهايات القرن التاسع وبدايات القرن العاشر عدد من
الأعلام من الأفارقة الذين حملوا هذا العلم وكان لهم الأثر البارز في نشره
ونصره، ومن محضرة أولئك تخرج الساموري الذي نشر الإسلام في (السنغال) و(جامبي)، وقاتل البرتغاليين الذين هم أول المستعمرين وفوداً إلى أفريقيا. ومنهم
كذلك عدد من الأعلام الذين اشتهروا بمحاولتهم لإقامة دولة الإسلام فيما
بعد، ومنهم .........، وهو من (الفلان)، وكان في (فوتا)، وقد اشتهر بالعلم
واستجابة الدعاء. ومنهم كذلك (قي)
من التكارير الذي كان يسكن في المكان المعروف اليوم (بكي هيدي)، وكان
أيضاً من العباد الزهاد وكان مستجاب الدعاء، ويقال: إن أصل كلمة (كي هيدي) (قي هيجا) بلغة التكارير ومعناها: يا رب! قيجاع، يشكو إلى الله جوعه، فأرسل الله الأرزاق في ذلك البلد،
ونحن
ندرك أنه في العقدين الماضيين من الزمن لم يكن أهل نواكشوط يستعملون من
اللحوم إلا ما جاء من (كي هيدي)، فكان ذلك استجابة من الله سبحانه وتعالى
لدعاء هذا العبد الصالح. ......
جهود العلماء في القرن العاشر
كذلك اشتهر عدد من كبار العلماء في القرن العاشر الهجري، ومنهم أبو بكر اللمتوني الذي كتب إلى السيوطي يكاتبه في القدوم على هذه البلاد، وقد انتقل السيوطي من مصر حتى قدم (ولاته)، وتحدث عن ذلك في كتابه (الحاوي للفتاوي)، وسمىولاته إذ ذاك بولاتم، ولعله اسم دريس من البربرية يطلق على هذه المدينة.
ومن المعلوم أن السيوطي
توفي سنة تسعمائة وإحدى عشرة من الهجرة، وإنما وصل إلى هذه البلاد في
أخريات عمره، وقد رجع بعد أن ترك بها علماً جماً كما قال هو، فقد روى الناس
عنه الحديث والفقه واللغة وغير ذلك،
وكان يعقد مجالس للإملاء بإملاء الحديث من حفظه دون الرجوع إلى الكتب، وقد لامه على ذلك بعض معاصريه من العلماء فرد عليهم بقوله: لام إملائي الحديث رجال قد سعوا في الظلال سعياً حثيثاً
إنما ينكر الأمالي قوم لا يكادون يفقهون حديثاً
كذلك جاء بعده الشيخ سيدي أحمد المغيلي
قادماً من الجزائر بعد أن أفتى فتواه المشهورة في وجوب تحطيم كنائس اليهود
والنصارى التي بنوها في الجزائر وهي دار إسلام لا يحل بناء كنيسة فيها،
وهذه الفتوى موافقة للإجماع، فمن المعلوم أن دار الإسلام لا يحل إحداث أي
كنيسة فيها ولا معبد لأي ديانة أخرى، والذين يتذرعون فيقولون: نتركهم
يقيمون الكنائس هنا في بلادنا ليتركوا المسلمين يقيمون المساجد في بلادهم
تذرعوا بأمر باطل لا حجة لهم فيه شرعاً، فلا يحل إقرار الكنائس في بلاد
المسلمين ولا إقامتها. وعندما
أفتى الشيخ بهذه الفتوى في الجزائر وقد هاجر إليها تجار اليهود من الأندلس
بعد سقوطها فإن الأسبانيين عندما غلبوا عليها أقاموا محاكم التفتيش
للمسلمين واليهود، فساووا بينهم فقتلوا اليهود كما يقتلون المسلمين. فخرج
اليهود هرباً ولم يجدوا من يؤويهم في بلاد أوروبا، فدخلوا بلاد المغرب
فآواهم الناس، وكانوا يقدمون الجزية إلى المسلمين، لكنهم غلبوا على المال
فاشتهروا بالتجارة في (تلمسان) و(وهران) وغيرهما من بلاد الجزائر، فبنوا
بعض الكنائس،
فلما وصلت كنائسهم إلى الصحراء في جنوب الجزائر وبنو كنيسة في )بسكرة) وكنيسة أخرى في (المنيعة) قام عليهم الشيخ سيدي أحمد المغيلي
فأفتى بتحطيم كنائسهم وباشر ذلك هو بطلابه، فحطم كنائس اليهود وأخرجهم من
تلك البلاد، فوجد بعض المضايقة من بعض أمراء الزمان فخرج مهاجراً بدينه إلى
هذه البلاد، فجاء بعلم جم وجاء معه عدد من الطلبة من الجزائريين فاشتهروا
في هذه البلاد، وقد أخذ عنه عدد كبير من العلماء المشاهير
دعوة الإمام ناصر الدين
. ثم في القرن الحادي عشر اشتهرت دعوة الإمام ناصر الدين
لإقامة دولة الإسلام، وقد اتفق عليها في بدايتها سكان هذه البلد جميعاً،
فقد كانت قبائل بني حسان وقبائل الزوايا يداً واحدة متفقين على إقامة دولة
الإسلام، وجاهدوا تحت لواء واحد، وقتلت أعداد هائلة منهم في الجهاد في سبيل
الله وفي نشر الإسلام في أفريقيا، لكن المستعمرين أحسوا بالخطر فنقلوا هذه
الحرب بعد أن كانت جهاداً في سبيل الله لتصبح حرباً داخلية بما ألبوا به
بعض الناس على الخليفة الذي نصبه المسلمون في هذه البلاد جميعاً واتفقوا
عليه، فاغتالوه فكان ذلك سبباً لحرب ضروس دامت خمساً وثلاثين سنة.
تضحيات ابن بو الفاضلي
كذلك
في هذا القرن -وهو القرن الحادي عشر- خرج عدد من كبار العلماء من هذه
البلاد فقطعوا المسافات الشاسعة على أرجلهم بحثاً عن العلم وتلمساً له بعد
النكبة التي حصلت في تلك الحرب، ومن هؤلاء شيخ الشيوخ ابن بوالفاضلي الحسني
الذي خرج من منطقة (العقل) من هذه البلاد على رجليه حتى وصل مصر فدرس فيها
أربع سنوات، ثم ذهب إلى الحج، ثم ذهب إلى العراق والشام، ثم رجع إلى مصر
واستقر فيها زماناً. ثم
رجع إلى هذه البلاد حاملاً لعلم جم، وأسس مدرسة عظيمة اشتهرت فيما بعد،
وهذه المدرسة هي التي بقيت أسانيدها في هذه البلاد، فعنه أخذت الأسانيد
جميعاً، فقد أخذ هو عن علي الأجهوري وتلامذته مثل عبد الباقي بن يوسف الزرقاني ومثل العلامة القرشي و الشبرخيتي وغيرهم. وقد قدم إلى هذه البلاد بكتب الحديث بأسانيده هو بعد أن رواها عن علي الأجهوري الذي يروي أكثر مروياته العلمية عن البرهان العلقمي عن جلال الدين السيوطي عن زكريا الأنصاري عن الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني بثبت ابن حجر المشهور في كل الكتب.
جهود ابن إعلممو والفقيه الخطاط
وقد اشتهرت محضرة شيخ الشيوخ الحسني وتوافد الناس إليها من شرق هذه البلاد وغربها، وكان من الوافدين إليها الذين أخذوا أسانيد الشيخ ونشروا علمه القاضي ابن اعلممو السباعي
من قبيلة (أولاد السباع)، ولزم الشيخ عشرين سنة انقطع فيها عن أهله
بالكلية، ولازم الشيخ وقال: لن أتركك حتى تخرج إلي المكنون من علمك. فلزمه
حتى أخذ كل ما عنده، ثم خرج واستقر في منطقة (أدرار) فنشر العلم بها. وكان من طلابه الفقيه الخطاط المشهور الذي أصبح مرجعاً لهذه البلاد لشرقها وغربها جميعاً، وقد بذل الفقيه الخطاط جهوداً مضنية في طلب العلم، فقد كان فقيراً لا يملك إلا ناقة جرباء، فركبها حتى بلغته حضرة الشيخ القاضي ابن اعلممو السباعي،
فلما بلغ حضرة القاضي باع ناقته فأراد أن يشتري بها كتاباً، ثم احتاج إلى
الملابس فاشترى ملابس يلبسها بثمن ناقته، وجلس زماناً طويلاً في طلب العلم،
وكان بعد ذلك إذا رأى من يجد في طلب العلم من طلابه يتذكر هو الحالة التي
وصل بها إلى القاضي ابن اعلممو السباعي . وقد حدثني بعض الثقات بالإسناد المتصل إلى المختار بن عبد الله الحاج بن المبارك -وقد كان من طلاب الفقيه الخطاط
والملازمين له- أنه كان في عام شديد الجدب ولم يكن لهم أي غذاء في
المحضرة، فكان هو يخرج في الصباح الباكر بعد أن يدرس درسه لمراجعته وحفظه
فيذهب إلى كهف في جبل يجلس فيه طيلة اليوم، وكان يعصب الحجر على بطنه من
الجوع، فبينما هو على ذلك الحال يوماً من الأيام إذ رأى نبتة من نبات الأرض
تعرف لدى أهل هذه البلاد بـ(أبيلة)، وهي نبات من الكمأة يشبه الموز النحيف
الرقيق، فيقول: صنتها عن نفسي، فكنت آخذ منها كل يوم أصبعاً واحداً. فكان
بعد ذلك يصف حاله والدروس التي درسها وتغذيته بهذه النبتة. وقد ذكر الفقيه الخطاط
رحمه الله في معرض ثنائه على طلابه أن أولئك الذين كانوا معه في وقت الشدة
يوزن أحدهم بمائة من الطلاب الآخرين، فكان يقدمهم عليهم في وقت التدريس،
ومنهم حامد بن عمرالذي هو شيخ العلامة محمد بن محمد سالم المجلسي، ومنهم كذلك أحمد محمود بن الفقيه الخطاط، وكان ابن والده في الجد والتشمير وحفظ المتون والعلم.
جهود العلامة مسكة بن بارك الله
ومن هؤلاء الذين خرجوا لالتماس العلم في القرن الحادي عشر العلامة سيدي عبد الله المشهور بـابن رازقة،
وقد درس العلم في بلاده، وقد كان جده الأعلى الذي اشتهر بالقاضي من مشاهير
العلماء في هذه المنطقة، فدرس هو العلم الموجود هنا ثم رحل إلى المغرب
فدرس على كبار علمائه حتى شهدوا له بالتقدم عليهم، وكان إذا ناظر علماء
المغاربة يقولون: أنت تغلبنا في الليل لأنك تحفظ المتون ولا نحفظها، ونغلبك
في النهار لأن لدينا الكتب وليست لديك. وهذا يمثل طريقة العالم الشنقيطي، فإنه يستطيع أن يتمثل بقول
الشافعي رحمه الله: علمي
معي حيثما يممت يتبعني قلبي وعاء له لا جوف صندوق إن كنت في البيت كان
العلم فيه معـي أو كنت في السوق كان العلم في السوق أو بقول ابن حزم رحمه الله: فإن يحرقوا القرطاس لا يحرقوا الذي تضمنه القرطاس بل هو في صدري يسير معي حيث استقلت ركائبي ويمكث إن أمكث ويدفن في قبري
جهود العلامة محمد اليدالي وتضحياته
وكذلك من الذين سافروا لطلب العلم في القرن الحادي عشر فبذلوا جهوداً مضنية فيه العلامة محمد اليدالي الذي
خرج لبلدان شتى في طلب هذا العلم وكان فقيراً، وكانت أمه امرأة صالحة،
فسألت الله سبحانه وتعالى أن يغنيه عن كسب المال؛ لأنه إذا اشتغل بالتجارة
وكسب المال فسينقص ذلك جهده في طلب العلم، فاستجاب الله دعاءها فرزقه إبلاً
جاءت فلزمت بيتهم وليس عليها أية علامة ولا يعرف لها متملك، فأخذها فانتفع
بها وكانت رأس غناه، واشتهرت فيما بعد، وكان هذا العلامة رحمه الله بعد أن
تخرج وأصبح ممن يشار إليه بالعلم مرجع أهل بلاده في التأليف والتدريس وغير
ذلك. وقد ألف في تفسير كتاب الله العزيز كتاباً كبيراً حافلاً، وكذلك شرح صحيح مسلم، وله كتب كثيرة غير ذلك
حهود العلماء في القرن الثاني عشر وتضحياتهم
جهود سيدي محمد الكنتي ومحضرته
وكذلك من الذين اشتهروا في القرن الثاني عشر الهجري العلامة الشيخ سيدي مختار الكنتي
الذي توفي أبوه وهو طفل صغير فتركه يتيماً فقيراً، فقام عليه أخوه وكان من
الرشداء، فرأى فيه نبلاً وذكاءً فمنعه من الاشتغال بالتجارة ونصحه بالذهاب
إلى (تمبكتو) لدراسة العلم، فلزم المكتبات والعلماء حتى أصبح المشار إليه
بالبنان في تلك المنطقة. ويقول
عن نفسه: لم تزل أفضال الله عليّ وافرة، فمن أفضال الله عليّ التي أعدها
أن توفى الله أبي فتركني يتيماً فقيراً، فمن الله عليّ بهذا العلم فكان
خيراً من الدنيا وما فيها. وقد
اشتهر عندما استقر ببلده، فكان الناس يفدون عليه فكان موئلاً للعلماء
يجتمعون عليه، فما لم يكن لديه هو من العلم يجد من يدرسه من الوافدين إليه
من مختلف البلدان. وفي محضرته درس العلامة عثمان فودي الذي
أقام سلطنة (سوكوتو) في نيجيريا، وهو الذي أقام سلطنة (آل فودي) التي
اشتهرت فيما بعد وأقامت الجهاد وطبقت الحدود وإلى الآن ما زالت آثارها
قائمة، والشيخ عثمان فودي رحمه الله اشتهر كذلك بدعوته السلفية، وبمنهجه المعتدل، وباهتمامه بالمقاصد في أصول الفقه،
واشتهر ولده كذلك محمد بيلو
بعلمه فيما تختلف به الأحكام، وقد ألف في ذلك عدداً من الكتب، فذكر أن
الأحكام تختلف بخمسة أمور هي: باختلاف الأشخاص، والأحوال، والمقاصد،
والأزمنة، والأمكنة. وألف في ذلك عدداً كبيراً من الكتب.
ومن المشتهرين كذلك بالعلم والاشتغال به والتضحية في سبيله العلامة المختار بن الفقيه موسى اليعقوبي الذي كان مثالاً في ذلك العصر للتضحية والبذل في سبيل هذا العلم وسافر الأسفار البعيدة في جمع الكتب، وكان ابنه محمد من المشاهير كذلك فيه، وقد قال لأولاده: لن تدركوا العلم حتى تفقدوا أظافركم في طلبه. فلم يدركوا معنى ذلك حتى جاء الفقيه الأمين العتروسي،
فنزل عليهم فكانوا يحملونه على أتان له ويقودونها به فتطأ أرجلهم فأسقطت
أظافرهم وصبروا على ذلك في طلب العلم، فكان هذا مصداقاً لما أخبرهم به
والدهم من أن طلب العلم لا يمكن أن يتم إلا بعد جهد وعناء
جهود المجيدري وقوة حفظه
ومنهم كذلك بعد هذا العلامة محمد بن الفاضل بن الفقيه موسى الذي اشتهر بـالمجيدري، وقد خرج من هذه البلاد بعد أن استوعب علمها إلى المغرب
وعمره خمس عشرة سنة، واستقر بالمغرب فلم يجد كفؤاً له ولا مناظراً فيه، وكان
السلطان يجلسه بين يديه ويجمع له العلماء ليستخرجوا مكنون علمه، وكان في بداية
شبابه صموتاً لا يتكلم إلا إذا سئل، وكان السلطان لا يعرف من العلم ما يستطيع به
استخراج ما لدى هذا الشيخ الشاب، فكان يأتي بالعلماء فيقول: مالكم مهمة إلا سؤاله
في كل علم من العلوم حتى تستخرجوا الكنوز التي لديه. وقد أقام بالمغرب زماناً ثم خرج إلى المشرق حاجاً فمر
بمصر، وعندما أراد الخروج من المغرب أرسل رسالته المشهورة إلى أمه وأعطاها تاجر
كتب، فأعطاه سلهاماً وعبداً وتسعين درهماً وزربيةً -وهي البساط المعروف-، وكتب له
ورقة صغيرة كتب فيها: سلام بزيادة لامِ ماءٍ إلى لامِه، وإحدى خبر كأن في قوله:
ترديت إلى آخر كلامه، وإياك نعبد وإياك
نستعين. فقرأ التاجر
الورقة فلم يفهم شيئاً مما فيها، فناولها العجوز فقالت: هات الزربية والسلهام
والعبد والتسعين. فقال: من أين أخذتِ هذا؟ فقالت: لامُ ماءٍ هاءٌ؛ لأنه يجمع على
(أمواه) ويصغر على (مويه)، وإذا أضيفت الهاء إلى لام سلام كانت سلهاماً.
وأما قوله: وإحدى خبر كأن في قوله: ترديت إلى
آخر كلامه فتقول: راجعت ما أحفظ من الشعر فلم أجد بيتاً بدئ بقوله: (ترديت) وفيه
كأن إلا قول غيلان
: ترديت من أعلام نور كأنها زرابي وانهلت عليك
الرواعد وواحدة الزرابي زربية. وأما إياك نعبد وإياك نستعين فتقول: لم أفهمها، فعرفت
أنها مصحفة، فانتزعت نقاطها فقرأتها فإذا هي: أتاك بعبد وأتاك بتسعين.
وقد اشتهر أنه حين وفد على مصر جمع له محمد علي
باشا عشرة من كبار علمائها، فلما أرادوا مناظرته سألهم التعريف،
فعرفه كل واحد بنفسه وعد لنفسه عشرة آباء، وعد هو عشرة آباء لنفسه، فلما كان من
الغد واجتمعوا لديه سلم على كل واحد منهم باسمه ونسبه إلى حيث انتهى، ولم يتذكروا
هم اسمه هو، لكن كان مما يعينه على ذلك صعوبة النطق باسمه، أما هو فقد حفظ أسماءهم
وأعادها عليهم. فلذلك قال لهم
الملك: هذا الذي حفظ أسماءكم وتذكر كل ما قلتموه وأنتم لم تتذكروا اسمه لا يمكن أن
تناظروه. فاستسلموا له، فسأله عن جائزته فقال: أن تخرج عني كل الزوار والقراء في
دار الكتب المصرية لمدة أسبوع كامل. فأخرج عنه القراء لمدة أسبوع كامل فحفظ ما لم
يكن يحفظه من مخطوطات دار الكتب المصرية خلال أسبوع. وقد امتحنوه في ذلك فكانوا يأخذون أسفل كتاب من الرف
-وكانت الرفوف إذ ذاك غير منظمة- فيمسكونه عليه فيقرؤه عليهم من حفظه.
......
تأثر الشيخ محمد بن عبد الوهاب بدعوة المجيدري
وعندما خرج إلى الحج بدأ بالمدينة المشرفة
فلقي فيها عدداً كبيراً من طلبة العلم، ومن الذين لقيهم في المدينة محمد بن
عبد الوهاب بن سليمان النجدي ، وقد صحبه في المدينة،
وتأثر محمد بن
عبد الوهاب بدعوة المجيدري، فكان يعد محمد بن
عبد الوهاب من تلامذة المجيدري
، ثم رجع المجيدري
إلى هذه البلاد ومر بالقيروان فدرس في
الزيتونة ورجع إلى بلاده ودعا بدعوته السلفية المشهورة، وقد وجد أمامه شيخه
العلامة المختار
بن بونة الجكني، وكان المختار
بن بونة شيخاً لكثير من أهل هذه البلاد إذ ذاك، فهو عالم هذه
البلاد قبل مجيء المجيدري
. وقد حصلت بينهما نفرة؛ لأن العلامة المختار
رحمه الله كان يرى مذهب الأشاعرة في بعض
الأمر، وكان العلامة المجيدري
سلفياً، وقد تشدد في النكير على المختار
في بداية مجيئه.
جهود تلاميذ المجيدري
|
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)